رياضة
أحمد أحمد.. صاحب أشهر نهاية لرئيس "كاف"
25/11/2020 - 15:43
يونس الخراشيوكالة الأنباء الفرنسية، وهي تخبر بتوقيف الملغاشي أحمد أحمد، قالت إن الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) رفع "بطاقة حمراء" في وجه رئيس الاتحاد الإفريقي. ولم تقف عند هذا الحد، بل أوضحت أن هذه البطاقة الحمراء "ستنهي على الأرجح مسيرته الإدارية، عندما أوقفه، يوم الاثنين 23 نونبر 2020، لمدة خمس سنوات عن أي نشاط كروي بسبب قضايا فساد مالي وإداري".
وزادت الوكالة، في التفاصيل، أن الغرفة القضائية في لجنة الأخلاقيات، التابعة للاتحاد الدولي "فيفا"، أدانت "أحمد (60 عاما)، الذي يرأس الاتحاد القاري منذ 2017، وترشح مجددا لولاية ثانية، بخرق عدة مواد متعلقة بـ"واجب الولاء.. عرض وقبول هدايا أو مزايا أخرى.. إساءة استخدام المنصب" بالإضافة إلى "إساءة إدارة الأموال".
بالنسبة إلى المهتمين بقضايا الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، وحتى إن كان أحمد أحمد رشح نفسه لولاية ثانية، فقد كانوا يتوقعون شيئا كالذي وقع. فطيلة السنوات الماضية، لم تكف الصحف ووكالات الأنباء ومواقع الأخبار عن نشر تصريحات صادرة عن مسؤولين في الاتحاد نفسه "كاف"، تشير إلى وجود اختلالات في التدبير، لعلها أبرزها للكاتب العام الراحل، المصري عمرو فهمي.
وصل الملغاشي إلى رئاسة الاتحاد الإفريقي بشعار الإصلاح، والحكامة الجيدة؛ "ولكن تحت قيادة أحمد"، تقول "ذي نيويورك تايمز"، في عددها ليوم 18 نونبر 2020، "سرعان ما انغمس 'كاف' في نوبات منتظمة من الفوضى والقتال الداخلي. بلغت المشاكل ذروتها في عام 2019 عندما قام أحمد بطرد أكبر مدير للمنظمة، الأمين العام عمرو فهمي، وكبار المسؤولين التنفيذيين الآخرين. وكان فهمي، الذي توفي بسبب مرض السرطان هذا العام، من بين المسؤولين الذين قدموا لـ'فيفا' أدلة ضد أحمد؛ ولم تشمل الاتهامات فقط الأعمال السيئة المالية ولكن ادعاءات التحرش الجنسي التي قدمتها موظفات ومستشارات".
ومع أنه في العقد السادس من العمر، يبدو أحمد شابا بوجه بلا تجاعيد، وبـ"أحرف طفولية"، تعطي الانطباع بالبراءة الخالصة. ولكنها براءة صارت محط سؤال كبير، سيتحول، مع مرور الوقت، إلى كرة ثلج، تجر معها أسئلة أخرى، ما إن كانت القضية ذات أبعاد غير التي قدمها "فيفا"، وما هي تلك الأبعاد، وهل سيكشف عنها أحمد بنفسه، أم ترى ستكشفها جهات تسانده، أو تعارضه.
ينتمي أحمد أحمد، المولود، يوم 30 دجنبر سنة 1950 بمهاجانغا، إحدى القرى الصغيرة في الشمال الغربي لمدغشقر، إلى أقلية ملغاشية مسلمة. انتخب رئيسا للاتحاد المحلي لكرة القدم سنة 2003، بعد أن جاء بخبرات كبيرة من كتابة الدولة في الرياضة ووزارة الصيد، وعلى الخصوص بالأمل في تغيير الوضعية المزرية للكرة الإفريقية، التي تكلست بفعل قيادة انفرادية للكاميروني عيسى حياتو، لمدة يزيد عن 29 سنة.
في الوضع الحالي، يبدو ألا شيء تغير تقريبا. فقد جاء في التقرير الموضوع رهن إشارة "فيفا"، وشركة خاصة لتدقيق الحسابات، والمكون من 55 صفحة، أنه "تم العثور على عناصر محتملة لسوء الإدارة وإساءة استخدام السلطة في المجالات الرئيسية للتمويل والعمليات"، "ورأى القضاء الداخلي في 'فيفا'"، حسبما ذكرت وكالة الأنباء الفرنسية، "أن أحمد، نائب رئيس الاتحاد الدولي، ارتكب عدة مخالفات في إدارة الاتحاد الإفريقي بين 2017 و2019 "بينها تنظيم وتمويل رحلة حج إلى مكة، علاقته مع شركة التجهيزات الرياضية 'تاكتيكال ستيل' وأنشطة أخرى". كما أشارت "ذي نيويورك تايمز" إلى القضية الأبرز، والتي تتعلق بـ"قيام اتحاده (كاف) من طرف واحد، بإلغاء عقد موقع مع شركة 'بوما' الألمانية للتجهيزات الرياضية، وإبرام آخر بقيمة أكبر مع شركة 'تاكتيكال ستيل' التي تتخذ من فرنسا مقرا لها".
لن تنتهي القصة عند هذا الحد. فهناك حق الطعن، الذي قد يلجأ إليه الملغاشي أحمد أحمد لدى محكمة التحكيم الرياضي. وسيتعين عليه، حينها، أن يقدم أدلة نفي تضاهي تلك التي استخرجتها فاطمة سامورا، الأمينة العامة للاتحاد الدولي لكرة القدم، وهي تُنْتدب من "فيفا" لوضع خطة إصلاح تخص الاتحاد الإفريقي، من دون أن يتيح لها "كاف" إتمام المهمة، وهو يرفض التمديد لستة أشهر إضافية.
في حديث مع "جون أفريك"، قال أحمد، ردا على السؤال التالي: "خلال فترة ولايتك الأولى، وُجِّهت إليك اتهامات خطيرة بالفساد المالي والتحرش الجنسي بموظفين بـ'الكاف' في القاهرة. كيف واجهت هذه الهجمات؟". وكان جوابه: "إذا لم تتعرض للهجوم فاعلم أنك لم تقم بشيء. وكلما كثرت تحركاتك زادت حدة مهاجمتك. الأمر المخيب للآمال هو أن تتعرض للهجوم من قبل أشخاص تثق فيهم وكانوا إلى جانبك. لكن الخيانة جزء من الحياة"، وزاد: "على سبيل المثال، اتُهمت بسرقة 24 مليون دولار من الاتحاد الدولي للعبة "فيفا". لكن عندما طلبت من رئيس مكتب التدقيق الخاص بي التحقيق في الأمر، وجد أن "فيفا" قد حوّل إلى حساب "الكاف" قدرا من المال مرتين عن غير قصد، وأن "الكاف" أعادت ببساطة الأموال المحولة بالخطأ. يوما ما ستظهر الحقيقة".
ومن بين آخر ما قاله الملغاشي أحمد، قبل عزله الصحي بسبب إصابته بفيروس "سارس كوف2"، في حديث له مع شبكة "بي بي سي": "قبلت أن أكون مرشحا (للمرة الثانية). أثناء الاستماع إلى رؤساء الاتحادات الوطنية، طالبني بذلك نحو 46 منهم بعد تلقي تقييمي لولايتي الأولى... من الجيد دوما أن يكون هناك خصم في الانتخابات، لكن فلننتظر.. أعلم أن بعض الناس ينتظرون أشياء أخرى لا علاقة لها بالانتخابات، لكن بالنسبة إلى الانتخابات، يعرفون أنهم لا يستطيعون هزيمتي، لأني أمثل مجموعة من الأشخاص يريدون المضي قدما سويا".
لم يكن أحمد يعرف حينها أنه سيعاقب، من قبل "فيفا"، بالتوقيف لمدة خمس سنوات، وبغرامة مالية ثقيلة، وسيصبح نائبه الأول هو الرئيس المؤقت، إلى حين عقد الجمع العام الاستثنائي للاتحاد الإفريقي، يوم 12 مارس بالرباط، وهو الجمع الذي سيكون أحمد أكبر غائب عنه.
مقالات ذات صلة
رياضة
رياضة