مجتمع
أزمة نُدرة خطيرة في المواد الأساسية تُهدد الجزائر
22/04/2021 - 11:06
يونس أباعليحسب آخر الإحصائيات التي عرضتها المنظمة الجزائرية لحماية المستهلك، وهي أكبر تنظيم، ارتفعت أسعار أكثر من سلعة، ولا يتعلق الأمر فقط بالحضر والفواكه، فاللحوم ارتفعت بـ2.7%، ومشتقات الألبان ما بين 10 إلى 15%، وبين 20 إلى 40% بالنسبة للأجهزة الإلكترونية المنزلية، في حين بلغت زيادة أسعار قطع الغيار 50 بالمائة ومواد التغليف 7 بالمائة أما الأواني المنزلية البلاستيكية فسجلت زيادة وصلت 30%.
وفضحت أزمة الزيت في الجزائر كيف أن شركة وحيدة يملكها رجل أعمال تحتكر السوق، وهو ما جرّ عليها غضب المواطنين، مما دفعها إلى الخروج للتحدث عن أزمة الندرة هاته، عبر جريدة "الشروق"، حيث رمى مسؤولوها بالمسؤولية إلى تجار الجملة الذين رفضوا التعامل بالفوترة التي فرضتها وزارة التجارة الجزائرية، على اعتبار أن المنتجين في نظر تجار الجملة استحوذوا على هامش الربح بسبب هذه الفوترة، لتعويض خسارة انخفاض قيمة الدينار أمام الأورو والدولار، وهذه أزمة أخرى، إذ كانت تُباع الزيت بـ300 دينار لـ5 لترات لكنها قفزت الآن إلى أزيد من 600 دينار.
أما ما يتعلق بالحليب، فقد وصل الأمر إلى اعتياد مشاهدة طوابير المواطنين منذ الساعات الأولى من الصباح لشراء هذه المادة الحيوية، في وقت تعهد وزير التجارة بـ"محاربة مافيا الحليب" التي قال إنها "السبب".
وقد أشار الخبير الاقتصادي، جمال نور الدين، في تصريح لصحيفة "العربي" إن "ما كان يشتريه المواطن الجزائري مقابل 400 دينار سنة 2013 أصبح يشتريه بـ1000 دينار اليوم، وبالتالي فإن القدرة الشرائية للمواطن الجزائري فقدت قرابة 60 في المائة، من قوتها في 5 سنوات، وهو أمر خطير إذا ما أخذنا بالاعتبار أن الحكومة لم تقم باتخاذ إجراءات مقابلة، كرفع الرواتب أو زيادة الدعم لأسعار المواد واسعة الاستهلاك".
الأزمة تصل الإعلام الدولي
بكثير من الاندهاش وصل صدى أزمة السلع في الجزائر إلى الإعلام الدولي، إذ ذكّرت صحيفة "لوبوان" الفرنسية بتقرير عن "كوريي إنترناسيونال" صدر قبل رمضان، قال إن الجزائر تواجه نقصا كبيرا في المنتجات الأساسية.
مقال "لوبوان" أشار إلى تغطية صحيفة "الوطن" الجزائرية لأزمة الزيت قُبيل رمضان، أظهرت فيه رفوف بعض المتاجر الكبرى وهي فارغة من هذه المادة.
لا تقف الأزمة عند الزيت والحليب والخضر والفواكه، فقد أصابت الندرة حتى المعكرونة، بحسب ما ذكرته جريدة "Ouest-France"، التي وصفت عملية تخزين هذه المادة في محلات السوبر ماركت ومحلات البقالة بـ"المحنة" وأنه يصعب العثور عليها، لكن بثمن باهض (20-30% أكثر من المعتاد).
المصدر نفسه أوضح أن منذ شتنبر 2020 واجهت الجزائر "ارتفاعا جنونيا في أسعار بعض المنتجات اليومية، مثل المعكرونة (+40%) أو الحليب أو اللحوم الحمراء أو حتى السكر، مُحيلة إلى ما أوردته "Courrier International".
حول هذه المادة قال مدير شركة سوسيمي، أحد المنتجين الرئيسيين للمعكرونة والسميد، إن المراسيم المتعلقة برفع الدعم قد أدت إلى ارتباك كبير في البلاد، هو سببُ هذه الارتفاعات، لذلك يتجه المنتجون إلى القمح الكندي، كما أشارت إلى أن تداعيات هذه القرارات أثرت في قطاع الأغذية الزراعية.
كيس حليب؟ أنت في الجزائر إذن
"هل سبق لك أن اشتريت الحليب معبأ في أكياس؟ لأنك لم تذهب إلى الجزائر"، بهذا السؤال تهكمت قناة "Franceinter" على نُدرة هذه المادة في الجزائر. حيث أشارت في مقال ها إلى الصخب الحاصل في مواقع التواصل الاجتماعي بسبب صور مواطنين ينتظرون دورهم للحصول على أكياس الحليب، مشددة على أن الأمر أيضا يتعلق بزيت الطعام.
القناة قالت إن موائد الجزائريين فقدت في شهر رمضان عدة مواد استهلاكية، قبل أن تُعرج إلى موضوع الدعم الذي تخصصه الدولة على مواد، إذ أبرزت أن الأمر كلّف سدس الناتج المحلي الإجمالي الوطني، قبل أن تلفت إلى أن المشكلة هي أن الأغنياء يدفعون الثمن نفسه الذي يدفعه الفقراء. وخلصت على أن الجزائر لن تكون قادرة على تصدير نفطها في غضون 10 سنوات، وسيتعين عليها تكريس إنتاجها بالكامل لسكانها.
ندرة تُعيد إلى الأذهان أزمة تاريخية
اعتبرت صحيفة "Independentarabia" أن الأزمة التي تعيشها الجزائر تعيد إلى الأذهان مظاهر في التسعينيات، "حين عرفت الجزائر أزمة اقتصادية واجتماعية إلى شوارع مدن البلاد، حيث لا حديث إلا عن غياب مادة زيت الطبخ وارتفاع أسعار السكر والعجائن، وتذبذب توزيع مادة الحليب وغيرها من الانشغالات، كما لا يخلو محل أو مساحة تجارية من الاكتظاظ والطوابير وبعض المرات مشادات بين المواطنين، وانتقل الحال إلى مواقع التواصل الاجتماعي التي كانت مساحة للتعبير عن الغضب وانتقاد الحكومة، تارة بشكل جدي وأخرى بسخرية تقلل من حدة الاحتقان".
في هذا الإطار، قال المحلل الاقتصادي مراد ملاح للصحيفة ذاتها إن الندرة هو نقص في التموين لأسباب عدة أدت إلى ازدياد الطلب مقارنة بالعرض، وقال إن السوق تفتقد إلى الرقابة والتحكم الكافيين في سلاسل التوريد من طرف وزارة التجارة، مشيراً إلى ما يسمى بـ "الذعر الشرائي" الذي جعل آلاف المواطنين يقتنون مواد غذائية أساسية بكميات كبيرة بغرض التخزين، مخافة كابوس الانقطاع.
جيراننا يعيشون ندرة مياه
صحيفة تونسية تطرقت إلى ما تعيشه الجزائر، إذ قال "Leconomistemaghrebin" إن "جيراننا الجزائريين يخشون نقص المنتجات الغذائية الأساسية وخاصة زيت المائدة، وأيضا من نقص المياه".
وأضافت: "لسنا الوحيدين الذين يخشون شهرا "ساخنا" على المستوى الاجتماعي، فجيراننا الجزائريون واجهوا قبل أسابيع قليلة من بداية شهر رمضان مشكلة "وجودية غريبة"، تتعلق بنقص في منتج أساسي هو زيت المائدة، إذ يكاد يكون من المستحيل العثور عليه على أرفف السوبر ماركت".
الجريدة الإلكترونية لفتت إلى أن الجزائر تعاني أيضا ندرة في المياه، إذ عابت عليها "عدم الاستثمار في السدود للاحتفاظ بمياه الأمطار، لأنها أعطت الأولوية للاستثمارات المكلفة في وحدات تحلية مياه البحر، وهي تتطلب استثمارات مستمرة في الصيانة".
مقالات ذات صلة
إفريقيا
إفريقيا
إفريقيا