عالم
أطفال محرمون من الإنترنت
02/12/2020 - 12:30
SNRTnewsوتوصل التقرير، الصادر أمس الثلاثاء، تحت عنوان "كم عدد الأطفال واليافعين الذين يمكنهم الاتصال بالإنترنت في المنزل؟"، إلى أن 1,3 مليار طفل بين الثالثة والسابعة عشرة، أي ثلثي عدد الأطفال واليافعين في العالم، ليس لديهم اتصال بالإنترنت في المنازل، ومعظم الأطفال من الدول منخفضة الدخل والمناطق الريفية.
أخدود رقمي
وسجل التقرير أن اليافعين، الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و24 عاما؛ أي 759 مليونا أو 63 في المائة من الشباب، غير متصلين بالإنترنت.
ونقل عن هنرييتا فور، المديرة التنفيذية لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) قولها: "إن عدم توفر الإنترنت في المنزل لعدد كبير جدا من الأطفال واليافعين، هو أكثر من مجرد فجوة رقمية، إنه أخدود رقمي".
وتؤدي الفجوة الرقمية، حسب التقرير، إلى استمرار عدم المساواة التي تقسم البلدان والمجتمعات. فالأطفال والشباب من أفقر الأسر ومن المناطق الريفية والدول ذات الدخل المنخفض يتراجعون أكثر عن أقرانهم، ولا يُترك لهم سوى فرصة ضئيلة للغاية للحاق بهم.
وأضافت هنرييتا فور: "لا يؤدي نقص الاتصال إلى تقييد قدرة الأطفال واليافعين على الاتصال عبر الإنترنت فقط. إنه يمنعهم من المنافسة في الاقتصاد الحديث ويعزلهم عن العالم".
الافتراضي عوض الحضوري
وذهب التقرير إلى أنه "مازال نحو ربع مليون طالب وطالبة حول العالم متأثرين بإغلاق المدارس بسبب جائحة 'كوفيد-19'، مما يجبر مئات الملايين من الطلاب على الاعتماد على التعليم الافتراضي. وبالنسبة لمن لا يتاح لهم الوصول للإنترنت، فإن التعليم قد يكون بعيد المنال".
وأوضحت هنرييتا فور: " تتسبب حالة إغلاق المدارس، مثل تلك التي يعاني منها الملايين حاليا بسبب 'كوفيد-19'، في تفويت التعليم. بصراحة: الافتقار للوصول للإنترنت يكلّف الجيل القادم مستقبله".
وأشار التقرير إلى أنه حتى قبل الجائحة، كانت مجموعة متزايدة من اليافعين تحتاج لتعلم مهارات أساسية وقابلة للتطوير، ومهارات رقمية وريادة في الأعمال للتنافس في اقتصاد القرن 21.
فوارق راسخة
ولاحظ التقرير، عند النظر إلى الموضوع على الصعيد العالمي، أنه من من بين الأطفال في سن الدراسة من الأسر الأغنى، 58 في لديهم اتصال بالإنترنت في المنزل، مقارنة بـ16 في المائة فقط من أفقر الأسر.
وذهب إلى أن أقل من واحد من بين كل 20 طفلا في سن الدراسة في البلدان منخفضة الدخل، لديه اتصال بالإنترنت في المنزل، مقارنة بحوالي 9 من بين كل 10 في البلدان ذات الدخل المرتفع.
وأكد الأمين العام للاتحاد الدولي للاتصالات هولين جاو، حسب ما نقله موقع الأمم المتحدة، علي أن ربط سكان الريف بالإنترنت لا يزال يشكل تحديا كبيرا. وقال: "كما يتضح من قياس التطور الرقمي: حقائق وأرقام 2020، أجزاء كبيرة من المناطق الريفية غير مغطّاة بشبكة النطاق العريض للأجهزة المحمولة، وعدد أقل من الأسر الريفية يتمتع بإمكانية الوصول للإنترنت".
ووقف التقرير على وجود فوارق جغرافية أيضا بين الدول وعبر المناطق، حيث أن "أطفال المدارس في إفريقيا جنوب الصحراء، وأطفال جنوب آسيا، هم الأكثر تأثرا، مع عدم توفر الإنترنت لنحو 9 من بين كل 10 أطفال. وفي منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، هناك 75 في المائة؛ أي 89 مليون طفل بين 3-17 عاما) غير متصلين بالإنترنت في المنزل.
مبادرة ولكن
وتهدف اليونسيف والاتحاد الدولي للاتصالات، عبر مبادرة أطلقت العام تحت إسم "غيغا" (Giga) إلى ربط كل مدرسة ومجتمعاتها بالإنترنيت، حيث تغطي هذه المبادرة التي تتم بتنسيق مع الحكومات أكثر من 800 ألف مدرسة في 30 دولة.
غير أن الاتحاد الدولي للاتصالات يلاحظ أن المهارات الرقمية المنخفضة، تظل "عائقا أمام المشاركة الهادفة في المجتمع الرقمي، بينما تظل الهواتف المحمولة والوصول إلى الإنترنت باهظة الثمن بالنسبة للكثيرين في العالم النامي، نتيجة للتفاوتات الهائلة في القوة الشرائية".
وتسجل المنظمتان أنه "حتى عندما يكون لدى الأطفال اتصال بالإنترنت في المنزل، فقد لا يتمكنون من الوصول إليه بسبب ضغط ضرورة القيام بالأعمال المنزلية أو العمل ونقص أجهزة الحاسوب الكافية لدى الأسرة الواحدة، والسماح للفتيات بالوصول إلى الإنترنت بشكل أقل أو عدم السماح بذلك على الإطلاق، أو عدم فهم كيفية الوصول إلى الفرص عبر الإنترنت. وثمّة مشكلات أخرى أيضا تتعلق بسلامة الأطفال أثناء استخدام الشبكة العنكبوتية".
مقالات ذات صلة
إفريقيا
اقتصاد