مجتمع
التربية الفنية .. حضور وغياب
21/10/2021 - 08:18
إكرام زايدتولي وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي عناية خاصة لمادة التربية الفنية، وهي التسمية الجديدة التي انطلقت مع هذا الموسم الدراسي، ابتداء من السنة الأولى من التعليم الأولي الذي يتضمن مستويين قبل بلوغ المستوى الابتدائي، بناء على إصلاحات الوزارة التي اعتبرت التعليم الأولي جزءا أساسيا من التعليم الابتدائي، وفق ما أوضح توفيق مفتاح الذي يشغل منصب مفتش للتعليم الثانوي بشعبة الفنون التطبيقية والتشكيلية بأكاديمية الرباط سلا القنيطرة، ومؤلف كتب دراسية للتربية الفنية بالتعليم الابتدائي الأولي.
وأوضح مفتاح، في هذا السياق، أن التربية الفنية حاضرة على مستوى التعليم الأولي، ومتجلية في أنشطة الإيقاظ والتفتح والأنشطة الحركية التي تتيح إيقاظ الجسد والحواس لدى التلاميذ وإيقاظ إمكانياتهم التعبيرية عن طريق الرسم والموسيقى ولعب الأدوار، وهي أنشطة ممهدة لتلقي دروس التربية الفنية في المستوى الابتدائي.
ويشير مفتاح إلى أن تدريس التربية الفنية ينطلق من المرحلة الابتدائية عبر 3 مكونات أساسية تتمثل في: الفنون التشكيلية والموسيقى والأناشيد والمسرح، قائلا "إن التلميذ يتلقى برامج ودروس في هذه المكونات بمعدل ساعتين في الأسبوع في مستويات السنة الأولى والثانية والثالثة ابتدائي، قبل أن تتقلص المدة بنصف ساعة لتصبح ساعة ونصف أسبوعيا في السنة الرابعة والخامسة والسادسة ابتدائي".
وفي السياق ذاته، أكد مفتاح "أن الوزارة تحرص على امتحان التلاميذ في مواد التربية الفنية في التعليم الابتدائي بمستوياته الخمس الأولى على اعتبار أن لها نفس القيمة من حيث الهندسة البيداغوجية، في الوقت الذي يستثنى مستوى السادس ابتدائي من الامتحان في هذه المادة التي تحدد لها الوزارة معاملا على غرار باقي المواد المقررة بالنسبة لتلاميذ المستوى الابتدائي.
وينتقل مفتاح إلى حضور التربية الفنية في المستوى الإعدادي، موضحا أن التلاميذ يدرسون التربية التشكيلية والتربية الموسيقية اللتين تعدان امتدادا للتربية الفنية في مرحلة الابتدائي، بمعنى أن التلميذ يظل مرتبطا بالحقل الفني والإبداعي في مرحلة الإعدادي بمعدل ساعتين أسبوعيا. وهنا يسجل مفتاح ملاحظة مفادها حدوث تراجع على مستوى مواد التربية الفنية لغياب دعم المؤسسات التعلمية بالأساتذة المتخصصين في هذا المجال، إذ يقول بهذا الخصوص "إن التربية الفنية لا توجد في جميع مؤسسات المستوى الإعدادي لقلة الأساتذة المتخصصين".
ويواصل مفتاح توضيحاته عن حضور التربية الفنية في مختلف المستويات الدراسية، بوصول التلميذ لمرحلة الدراسة الثانوية التي تنقطع فيها علاقته نهائيا بهذه المادة باستثناء التلاميذ الذين اختاروا مسلك الفنون التطبيقية، هؤلاء الذين تتواصل علاقتهم بالرسم والتشكيل والصورة.
وهنا يقول مفتاح "تغيب الموسيقى والمسرح والتشكيل في المستوى الثانوي، لأن العروض التربوية التي يقدمها التعليم المغربي للتلاميذ تشمل التخصص الأدبي والعلمي والتكنولوجي، وضمن هذا الأخير توجد شعبة الفنون التطبيقية المرادفة لمادة الفنون التشكيلية. وهنا مكمن الخلل لأنه يفترض أن نستمر في تعميق المعارف والارتباط بالفن وتطوير المهارات الفنية والقدرة على إنتاج العمل الفني لدى التلميذ، في الوقت الذي تقع قطيعة بينه وبين كل ما له علاقة بالفن وهذا ما ينعكس سلبا عليه وعلى شخصيته في مرحلة مستقبلية".
مقالات ذات صلة
مجتمع
مجتمع
مجتمع