مجتمع
النموذج التنموي الجديد .. ماهي روافد الذكاء الجماعي المغربي؟
27/06/2021 - 09:12
مراد كراخيذكرت لجنة النموذج التنموي الجديد في تقريرها، أن التاريخ العريق والغني للمغرب حافل بالمحطات التي أبان فيها عن قدرته على تجديد نفسه، وقوته المستمدة من امتداده التاريخي ومتانة مؤسساته وقدرته على تعبئة الذكاء الجماعي، وانطلاقا من هذه المرونة التي تتقن بلادنا أسرارها، يضيف التقرير، برزت هذه الفرصة باعتبارها، في نظر الجميع، مناسبة لإطلاق مسلسل جديد في تنمية المملكة.
الذكاء الجماعي
يُقصَد بالذكاء الجماعي، وفق الدكتور حسن قرنفل، الباحث السوسيولوجي، وعميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة شعيب الدكالي بالجديدة، "تراكم الخبرات والإبداعات الفردية لمصلحة الجماعة، وذلك من خلال الحلول المبتكرة من طرف سكان منطقة معينة، لحل بعض الإشكالات دون اللجوء إلى استيراد تجارب من مناطق أخرى".
وأوضح قرنفل، في تصريح لـSNRTnews، أن هذا السلوك كان متداولا عند المغاربة منذ القدم، ففي فترات الأزمات والكوارث، يتم التفكير جماعة في بعض الحلول من أجل الخروج من وضعيات معينة، مثل المجماعات وفترات شح الأمطار، حيث يتم التفكير في حلول خاصة، لتدبير المرحلة.
وبالتالي، فالذكاء الجماعي، هو مجموعة من الأفكار التي يتم الاهتداء إليها بفعل الظروف الملحة، لخدمة الجماعة بأسرها وليس من أجل خدمة أو تحصيل مكاسب لشخص معين، أي ابتكار من الجماعة لخدمة الجماعة، حيث يجب أن يتناسى الأفراد أنانيتهم من أجل التفكير في مصلحة الجماعة ككل، وفق المتحدث ذاته.
حلول مغربية من الداخل
الهدف الأساسي الذي تبتغيه لجنة النموذج التنموي الجديد، من خلال بناء تقريرها على الذكاء الجماعي، هو "أننا يجب أن نتوقف عن استيراد النماذج الجاهزة، التي تم الاشتغال بها في دول أخرى".
ويتجسد مضمون هذه الفكرة، كما جاءت في التقرير، وفق قرنفل، في أننا يجب أن نثق في ذكائنا الجماعي، أي في قدراتنا الخاصة، على ابتكار حلول خاصة بنا، وتجنب استيراد التجارب، وذلك من خلال إشراك أكبر عدد ممكن من المواطنين، في إيجاد الحلول المناسبة والوصفات الفعالة للتنمية، دون التقيد بالضرورة بما هو موجود في دول أخرى، والتي يمكن بطبيعة الحال الاستفادة منها.
وأبرز قرنفل، أن المغاربة نظرا لتاريخهم العريق وتجربتهم المديدة في تدبير أمورهم عبر التاريخ، اكتسبوا ما يكفي من الخبرات ومن الذكاء، للبحث والعثور على حلول خاصة بالوضعية المغربية، ومن هنا كان تركيز جلالة الملك منذ البداية، على أن يكون هذا النموذج التنموي صيغة مغربية، أي بأفكار مغربية والدليل على ذلك هو أن أعضاء اللجنة كلهم مغاربة، بهدف التفكير في حلول من داخل المغرب.
وأضاف المتحدث ذاته، أن المغرب وعلى مدى تاريخه المديد حافل بالتجارب، وهذا ما يشكل أحد الروافد الأساسية لما يسمى بالرأس المال اللا مادي، وهو مجموع الأفكار والتجارب التي يطورها مجتمع معين عبر تاريخه، من أجل تحقيق التطور والازدهار، وأيضا من أجل تجاوز الأزمات، والصعوبات سواء الطبيعية أو الاقتصادية أو الاجتماعية.
وكانت لجنة النموذج التنموي الجديد، قد أشارت في تقريرها، إلى أن المكتسبات التي حققتها المملكة في عدة ميادين تشكل محل إجماع المواطنات والمواطنين وكذا كافة القوى الحية للبلاد وهو ما من شأنه أن يشكل دعامة أساسية لبناء المستقبل، حيث أبانت جلسات الإنصات للمواطنين، عن ضرورة بذل جهود إضافية، وأبرزت بعض الانشغالات فيما يتعلق بتعثر سبل الارتقاء في السلم الاجتماعي والشرخ الاجتماعي المترتب عنه.
مقالات ذات صلة
سياسة
اقتصاد
تكنولوجيا