رياضة
الرجاء .. هكذا ولدت أسطورة درب السلطان
10/07/2021 - 22:09
يونس الخراشيولأن درب السلطان، شأنه شأن الأحياء الجديدة؛ وضمنها الحي المحمدي، سيصبح مرتعا ليس فقط للرياضة، وبخاصة كرة القدم، بل وأيضا، وهو الأهم للنضال ضد المستعمر الفرنسي، في سبيل الانعتاق من الاستعمار، وبناء الدولة الحديثة بأياد وسواعد مغربية خالصة، بعيدا عن أعين الفرنسيين والغرب هموما، الذي كان يرى في المغرب أرضا تصلح لأن تمده بالمنتجات الزراعية والمعادن.
ورغم أن نادي الرجاء الرياضي لم يكن موجودا مستهل الحماية، إلا أن قوة ما أوجدته، ليكون فريقا وجد بالقوة وطنيا وروحيا، وبالفعل مع اجتماع ثلة من المناضلين وراء تدعيم فكرة تقوية الشأن الرياضي المغربي، ولا سيما منه الشأن الكروي، في سبيل توعية الشباب بواقعهم المر، وتأهيليهم لكي يدافعوا عن بلدهم من ناحية، ثم بنائه وقد طرد منه المستعمر.
كان إنشاء الرجاء الرياضي، إذن، خلاصة لمرحلة من الكفاح، وبلوغ الحركة الوطنية نضجها، بحيث انبثق الفريق من رحم فرق عدة؛ مثل الفتح، والشعب، والوفاق، التي كانت تمثل دروب المنطقة، بحي درب السلطان، وبرز في القيادة رجال معروفون بحبهم للكرة، يذكر منهم عبد القادر جلال وبوجمعة الكادري، ثم البوعزاوي ومصطفى شمس الدين والتيباري والناوي، فضلا عن المعطي بوعبيد والروداني والروس، لاحقا، وكلهم ركزوا على ضرورة الوجود في البطولة قوة اعتبارية.
ومن عجائب التأسيس، أن فريق الرجاء بني على خلفية فنية بامتياز، بحيث كان للمسرح يد في وجوده، وهو الذي استعمل كستار لتحركات الوطنيين في تلك الأحياء المراقبة بشدة من قبل البوليس الفرنسي، ممثلا للسلطات الاستعمارية، التي طالبت الرجاويين بضرورة تحمل شخصية فرنسية لمهمة الرئاسة، وإلا فلن يرى مشروعهم النور أبدا. وليكون الرئيس هو الجزائري بن عبدجي، وتنطلق الرحلة نحو الأمجاد.
هكذا إذن كتب للرجاء أن يخرج إلى حيز في مارس 1949، ليكتبوا مسارا طويلا من الأشياء الجميلة في تاريخ كرة القدم المغربية.
مقالات ذات صلة
رياضة
رياضة
رياضة