نمط الحياة
الصايل.. رحيل "فيلسوف السينما"
16/12/2020 - 22:22
نضال الراضي"رجل سبق زمانه، كان لامعا ومتألقا.. يعمل دون كلل أو ملل، نور الدين الصايل هو البساطة والشجاعة، لذلك لاشك أن المغرب سيفتقده." بهذه الكلمات نعت الإعلامية نادية لا رغيت زوجها، نور الدين الصايل الذي شاء القدر أن يفتقده المغرب عن عمر يناهز 73 سنة، بعد صراع مع مضاعفات "كوفيد-19". فمن يكون "فيلسوف السينما المغربية"؟
ولد الصايل، كما يلقبه الكثيرون بمدينة طنجة عام 1948، التي تابع بها دراسته الثانوية. وحصل على دبلوم الدراسات العليا في الفلسفة، بكلية الآداب بالرباط.
رائد النوادي السينمائية
في سبعينات من القرن الماضي، أسس الصايل الجامعة الوطنية لنوادي السينما بالمغرب وكان رئيسا لها، وقد ستاهمت تلك النوادي في تكوين العديد من السينمائيين، كما فتحت فضاء للنقاش والتعرف على تجارب عالمية مختلفة في الفن السابع.
اشتغل الراحل مدرسا ثم مفتشا عاما لمادة الفلسفة، قبل أن يتم تعيينه عام 1984 مديرا للبرامج بالتلفزة الوطنية.
بعد عامين من العطاء بالقناة العمومية المغربية، التحق نور الدين الصايل سنة 1989 بـ"كنال بلوس أوريزون"، التي تقلد بها العديد من المسؤوليات.
ويشهد للراحل، بعد ذلك، أنه سير القناة الثانية بكثير من المهنية، وذلك خلال فترة توليه منصب مديرا عاما مكلفا بالبرامج والبث بالقناة عام 2000.
شغر الصايل، منصب مدير المركز السينمائي المغربي، الذي غادره سنة 2014 وهي الفترة التي كان فيها رئيسا منتدبا للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش.
وفي الفترة الأخيرة عرف بنشاطه الكثيف في المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي.
رائد مهرجان السينما الإفريقية
في تصريح للناقد السنيمائي محمد باكريم، لـ "SNRTnews"، نعى صديقه الراحل نور الدين الصايل قائلا : "رحيل نور الدين، خسارة ليس فقط للمشهد السينمائي والثقافي المغربي، وإنما لكافة المغاربة، الراحل كان في خدمة التلفزة والسينما طيلة حياته، وساهم في التحول الكبير الذي عرفه مجال السينما، خاصة الإفريقية من خلال مهرجان خريبكة للسينما الإفريقية".
أثناء مساره الحافل والغني بالمركز السينمائي المغربي، "شهدت الساحة المغربية وفرة الإنتاجات وعدد مهم من المهرجانات السنيمائية. كما كان للراحل دور مهم أثناء تعيينه كرئيس منتدب لمهرجان مراكش السينمائي"، يضيف باكريم بكثير من التاثر.
كما كشف باكريم، عن عشق الراحل لكرة القدم، والأدب والثقافة واصفا إياه في ختام حديثه بالـ"الفيلسوف".
الأب الروحي للسينمائيين الشباب
من جانبه، يقول المخرج هشام العسري في حديث لـ"SNRTnews"، أن لنور الدين الصايل دور كبير في دعم الدراما المغربية، خلال تقلده مناصب مسؤولية، سواء بالقناة الأولى أو القناة الثانية.
وشدد، في نعيه للراحل، على التأثير الكبير الذي كان للصايل على مستوى السينما المغايرة، حيث كان أول الداعمين للإبداع والشباب. كما اعتبر المتحدث أن تقلد نور الدين الصايل لمناصب مسؤولية في المجال السنيمائي "حركة إيجابية"، لا يمكن لشخص آخر أن يعوضها.
ويخلص المخرج الشاب إلى أن اليوم "يوم أسود بالنسبة للسينمائيين والمثقفين المغاربة. فقدنا شخصا أعتبره الأب الروحي للسينمائيين الشباب، يستغني دائما عن بذلة النفوذ وهو يتحدث بشغف وحب، عن السينما والأدب، الفكر والثقافة وكان دائم التخطيط لأفق وتطلعات السينما المغربية. فقدت الساحة المغربية محاربا صارع كثيرا من أجل الفن السابع والثقافة".
مقالات ذات صلة
نمط الحياة
مجتمع
نمط الحياة