عالم
الطفرة الوبائية في أوروبا .. أصابع الاتهام تتوجه لكأس أوروبا
08/07/2021 - 15:51
أ.ف.بفإذا كانت قد وفت بجميع وعودها على المستوى الرياضي، من خلال اللعب الجميل والانفعالات والتشويق، فإن هذه البطولة التي انتظرتها الجماهير بعد تأجيلها لمدة عام بسبب وباء "كورونا"، تجد نفسها موضع اتهام بسبب دورها المحتمل في عودة الوباء إلى أوروبا.
وبينما كان الاتجاه يسير نحو الانخفاض في معظم الدول الأوروبية لعدة أسابيع، ما دفع السلطات المحلية إلى رفع غالبية القيود، خلال الأسبوع الأخير من شهر يونيو، بعد أسبوعين من بدء اليورو، ارتفع عدد الإصابات بنسبة 10 بالمئة في جميع أنحاء القارة الأوروبية.
وفي معرض رده على هذه الزيادة في حالات الإصابة بفيروس "كورونا"، لم يستبعد هانز كلوغ، مدير منظمة الصحة العالمية بأوروبا، أن اليورو ربما يكون قد ساهم في تدهور الوضع الوبائي بأوروبا. واعتبر أن حالات العدوى تتزايد بسبب "زيادة الاختلاط، الأسفار، التجمعات وتخفيف القيود الاجتماعية".
وخلال الأيام الأخيرة، تم بالفعل اكتشاف العديد من بؤر العدوى بأوروبا في علاقة مع اليورو. هكذا، جرى تشخيص نحو 2000 إسكتلندي على أنهم حاملون للفيروس بعد حضور مباريات في إسكتلندا وإنجلترا، بينما تبين أن 300 مشجع فنلندي مصابون بمتحور "دلتا" عند عودتهم من سان بطرسبورغ بعد المباراة ضد بلجيكا.
وقد أثار هذا اليورو الذي نظم استثنائيا في 11 مدينة بجميع أرجاء أوروبا، مع آلاف المشجعين الذين تكبدوا عناء السفر من بلد لآخر، العديد من الأسئلة قبل بدايته بفترة طويلة اعتبارا للتحديات التي يمثلها على المستوى اللوجستيكي، والصحي على وجه الخصوص.
ومع ذلك، أوضح الاتحاد الأوروبي لكرة القدم "ويفا"، المؤسسة المشرفة على تسيير كرة القدم الأوروبية، أنه وضع بروتوكولا صحيا صارما وسلسلة من الإجراءات قصد الحيلولة دون وقوع حالات عدوى في الملاعب.
وفي ما يتعلق بالطاقة الاستيعابية للملاعب، كانت المدن المضيفة قد قررت تحديد أعداد قصوى يتعين احترامها بالنسبة للمباريات. لكن، مع الانتشار السريع لمتحور "دلتا" شديد العدوى في المدن التي تستضيف مباريات بطولة أوروبا، تتزايد المخاوف بشأن زيادة جديدة في أعداد الإصابة بالوباء.
وينطبق ذلك بالخصوص على لندن، حيث سمح لـ 60 ألف متفرج بحضور الدور نصف النهائي والنهائي بملعب "ويمبلي" بدلا من 40 ألف متفرج التي كانت مقررة في البداية.
وبينما ترى المملكة المتحدة أن عدد الإصابات يتضاعف أربع مرات في غضون شهر، يتم توجيه الانتقادات إلى الاتحاد الأوروبي لكرة القدم بشأن إقامة آخر مباريات اليورو في بلد يشهد ارتفاعا كبيرا لأعداد الإصابة بالفيروس.
وفي الأسبوع الماضي، أعرب رئيس الوزراء الإيطالي، ماريو دراغي عن مخاوفه، قائلا إنه يأمل ألا يتم إجراء النهائي "في بلد تتزايد فيه العدوى بسرعة".
وشاطرت المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، الموقف نفسه، معربة عن قلقها البالغ إزاء عدد المشجعين المسموح لهم بحضور نصف نهائي ونهائي بطولة أوروبا لكرة القدم في المملكة المتحدة بلندن، بينما يواصل متحور "دلتا" ارتفاعه السريع في المملكة المتحدة. لكن، بخلاف الإجراءات الصحية وحالات العدوى المحتملة في الملاعب، فإن تجمعات الجماهير خارج الملاعب مقلقة بشكل خاص.
وقالت كاثرين سمالوود، مسؤولة بمنظمة الصحة العالمية في أوروبا "نحن بحاجة إلى النظر إلى ما هو أبعد من الملاعب نفسها"، داعية إلى تتبع أفضل لما يمكن أن يفعله المتفرجون "عندما يغادرون الملعب"، وحذرت من أن التجمعات الكبيرة يمكن أن "تلعب دور محفز لانتقال العدوى".
ويدق مهنيو الصحة، أيضا، ناقوس الخطر، ولا يخفون تخوفهم من "العدوى الكبرى" بسبب اليورو. هذا الأمر ينطبق على جيلبرت ديراي، رئيس قسم أمراض الكلي في مستشفى "لالبيتيي-سالبيتريير" بباريس، الذي ذهب إلى حد وصف اليورو بأنه "فضيحة صحية"، مستنكرا "صمت السلطات الرياضية".
مقالات ذات صلة
عالم
عالم
عالم