عالم
الكونغرس يصادق على فوز بايدن
07/01/2021 - 17:46
وئام فراججعل ترامب من اجتماع الكونغرس للمصادقة على نتائج المجمع الانتخابي حدثا استثنائيا بعد محاولة أنصاره عرقلة المصادقة، إذ تأجل التصويت على نتائج الانتخابات التي بدأت أشغالها يوم الأربعاء 06 يناير 2020، إلى يوم الخميس 07 يناير 2020، بعد اقتحام أنصار ترامب مبنى الكونغرس، معلنين اعتراضهم على نتائج بعض الولايات.
ترامب.. الانتخابات مزورة
أظهرت مجموعة من الصور التقطها صحفيون أمريكيون من داخل المبنى حجم الدمار والأضرار المادية التي تسبب فيها المحتجون.
وأفادت وسائل إعلامية أمريكية بوقوع اشتباكات عنيفة داخل المبنى، قبل أن تتمكن قوات الأمن من استعادة السيطرة على الأوضاع، كما سجلت وفاة 4 أشخاص، واعتقال العشرات.
من جهته، أصر الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب على أن الانتخابات الرئاسية "مزورة"، معلنا في بيان نشره حساب مساعده دان سكافينو على موقع تويتر، عن انتقال منظم للسلطة في 20 يناير 2020، وهو التاريخ المقرر فيه تنصيب بايدن لرئاسة الولايات المتحدة الأمريكية.
وأضافت ترامب في بيانه، "قلت دائما بأننا سنستمر بقتالنا لضمان أن الأصوات القانونية فقط سيتم احتسابها، في الوقت الذي يمثل هذا نهاية أعظم فترة رئاسية أولى في تاريخ الرئاسة، هذه هي البداية فقط في قتالنا لنجعل أميركا عظيمة مجددا."
وتكلف دان سكافينو بنشر بيان ترامب بعدما قام تويتر بحظر حساب الأخير لمدة 12 ساعة، وحذف تغريدتين لترامب، باعتبارهما لا تتطابقان مع قوانين الوقع، وتحرضان على العنف.
رفض الهزيمة
تعليقا على الأحداث التي شهدتها واشنطن يوم الأربعاء 07 يناير 2020، قال خالد الشكراوي، أستاذ باحث في مركز السياسات من أجل الجنوب الجديد بالمغرب، أن ما حصل داخل الكونغرس عبارة عن تعبير معين لفئة معينة من المجتمع الأمريكي عن رفضها لواقع الانتخابات الأمريكية، مشيرا إلى أن باقي دول العالم ليست متعودة على مشاهدة ردة الفعل هذه في دولة مثل أمريكيا، "خاصة أن الولايات المتحدة الأمريكية كانت دائما تعطي نموذجا لتواطؤ السلطة بشكل عادي وسلمي، وهو الأمر الذي جعل أحداث ما أطلق عليه بـ'الأربعاء الأسود' غريبة واستثنائية".
وأبرز الشكراوي، في تصريح لـ" SNRTnews"، أن ما وقع يؤشر على تحول يرتبط بمرحلة ترامب، التي عرفت وصول رجل لم يكن ينتمي إلى القاعدة السياسية التقليدية إلى السلطة، بخطاب مختلف تماما عن الخطاب السياسي لمدينة واشنطن، "وبالتالي فهو يمثل خطابا معينا في الولايات المتحدة كان دائما حاضرا لكنه مغيب، وهو خطاب المدن الصغرى والمجالات القوية وخطاب أمريكا العميقة."
وأكد المتحدث ذاته أن الحكم على ما جرى بالكونغرس، لن ينقص من شيء على مستوى النموذج الديمقراطي الأمريكي، مبرزا أن هذه الواقعة قد تخدش صورة هذا النموذج فقط.
ويعتقد الشكراوي أن الخطاب الأمريكي السياسي في واشنطن قادر على معالجة الأمر، وإعادة ترتيب البيت الداخلي، مشيرا إلى وجود مؤسسات مرتبطة بالدولة الفيدرالية وبالمحكمة العليا، والكونغرس وآليات أخرى قادرة على تجاوز الموضوع، وطي هذه الصفحة في الوقت القريب."
ولم يستبعد الباحث المغربي وجود تبعات لما حدث، مبرزا، في المقابل، أن الأهم هو تراجع المتظاهرين، وخطاب ترامب الداعي إلى ضرورة الحفاظ على سلمية الاحتجاجات.
من جهة أخرى، تطرق الباحث خالد الشكراوي إلى وجود فئة عريضة من الأمريكيين تساند الرئيس دونالد ترامب والتي لم تتقبل الهزيمة، مشيرا إلى أن 75 مليون نسمة من الأمريكيين صوتت على ترامب، ولا يمكن نفيها، كما أن الفرق بين ترامب وجو بايدن، يضيف الشكراوي، لم يكن كبيرا من حيث عدد الأصوات، "ما يجعل من الصعب غض النظر عن المجموعة التي صوتت لترامب رغم تصريحات جو بايدن التي تؤكد على توحيد أمريكا."
ويرى الباحث في مركز السياسات من أجل الجنوب الجديد بالمغرب أن خطاب بايدن الأخير كان خطاب رئيس فعلي للولايات المتحدة الأمريكية، مبرزا أن له من الملكات السياسية والقوى الخطابية والتفاوضية، التي تمكنه من تجاوز هذه الأزمات، وأشار في هذا الإطار إلى أن بايدن قضى حياته في المفاوضات ما بين الجمهوريين والديمقراطيين في الكونغرس، "ما يؤشر على عودة الأمور إلى وضعها الطبيعي في الوقت القريب".
العلاقات المغربية الأمريكية لن تتأثر بنتائج الانتخابات
أثار تولي جو بايدن رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية مجموعة من التساؤلات حول التغييرات التي يمكن أن يقوم بها على مستوى الملفات الخارجية، خاصة أن فترة حكم الديمقراطيين عرفت توترات بين الفينة والأخرى، فيما تحسنت العلاقات في عهد الجمهوري دونالد ترامب.
وتعليقا على الموضوع، أكد الشكراوي أن العلاقات المغربية الأمريكية علاقات مؤسساتية، لا تتأثر بشكل كبير بتغيير الأشخاص، أي أنها علاقات تجمع ما بين دولتين وليس بين أشخاص معينين.
وأوضح الباحث في مركز السياسات من أجل الجنوب الجديد بالمغرب، أن المغرب يشكل نموذجا خاصا على مستوى السياسة الخارجية الأمريكية، وذلك منذ سنة 1942 إلى الآن.
وأشار الشكراوي إلى وجود توجه لأمريكا من أجل الوجود الدائم في المغرب والقرب من السياسة المغربية، "إذ لم تكن لها مواقف كبيرة مضادة للمغرب، بل مجرد اختلافات طبيعية ومتجاوزة".
مقالات ذات صلة
عالم
عالم
عالم