رياضة
المونديال وأشياء أخرى.. هذا ما سيجنيه المغرب من عضوية لقجع في "فيفا"
14/03/2021 - 09:38
صلاح الكومريلم يأت ولوج لقجع إلى المكتب التنفيذي للاتحاد الدولي لكرة القدم من فراغ، أو صدفة، أو محاباة للمغرب، بل عن جدارة واستحقاق، فالرجل راكم تجارب كثيرة في التسيير والتدبير الكروي، منذ صعوده رئيسا للجامعة الملكية المغربية في 13 أبريل 2014، وبعد انتخابه عضوا في المكتب التنفيذي للاتحاد الإفريقي "كاف"، في 17 مارس 2017، ثم مديرا للجنة المالية في الجهاز ذاته، ثم نائبا ثانيا للرئيس، ثم عضوا في لجنة "الحوكمة" في "فيفا".
في ظرف 6 سنوات، أصبح لقجع، حسب جياني إينفانتينو، رئيس "فيفا"، "شريكا مهما في تطوير الممارسة الكروية في القارة الإفريقية"، خاصة وأنه أحدث ثورة في الممارسة الكروية المحلية، إذ أشرف على تطوير الممارسة الاحترافية، وقطع العهد بعض الممارسات الهاوية، وعزز المنظومة الكروية بتقنية حكم الفيديو المساعد "الفار"، وبرامج التكوين، وفرض على الأندية تأسيس الشركات الرياضية، وسهر على عقد جامعة الكرة لشراكات متعددة مع العديد من الاتحادات القارية والدولية، وكان مدافعا قويا على ملف ترشح المملكة لاستضافة نهائيات كأس العالم 2026.
في سياق ولوج لقجع للمكتب التنفيذي لـ"فيفا"، يستعرض "SNRTnews"، استنادا إلى مختصين ومهتمين بالتسيير والتدبير الكروي، أهمية هذا المنصب، وإيجابياته على المغرب والكرة المغربية والقارة الإفريقية.
تقوية ترشح المغرب لاستضافة المنديال
يرى الدكتور منصف اليازغي، الباحث المتخصص في المجال الرياضي، أن نجاح لقجع في الانضمام إلى المكتب التنفيذي للاتحاد الدولي "فيفا"، "ليس نجاح شخص معين، بل هو نجاح دولة في فرض كفاءتها في الأجهزة الدولية، بمختلف تخصصاتها".
وقال اليازغي، في اتصال هاتفي مع "SNRTnews": "أولا يجب الإقرار بأن هذا حدث تاريخي، لأن المغرب، لم يسبق له أن كان ممثلا بأحد أبنائه داخل دواليب 'فيفا'، ففي المرات القليلة جدا، التي كان المغرب ممثلا على الصعيد الدولي، كان مكتفيا ببعض الأدوار البسيطة في لجن هامشية في الاتحاد الإفريقي، أما الآن فقد اختلف الوضع كليا".
وأضاف المتحدث ذاته أن تواجد لقجع في الاتحاد الدولي يعني أن المغرب سيكون أقرب إلى الاستفادة من برامج الهيكلة والتطوير التي يتبعها "فيفا"، إضافة إلى استفادته من برامج تكوين اللاعبين والمدربين، ومنح بناء الملاعب الصغيرة، إلى غير ذلك من البرامج التي يسهر عليها "فيفا".
وتابع المتحدث ذاته، أن وصول لقجع إلى الاتحاد الإفريقي أو الاتحاد الدولي "فيفا"، ليس اجتهادا شخصيا منه، أو قرارا شخصيا منه بولوج هاتين المؤسستين، بل هو توجه دولة، موضحا: "دخول لقجع إلى الاتحاد الإفريقي، وتقوية علاقة المغرب مع "كاف"، يأتي في سياق توجه المملكة نحو الانفتاح على القارة الإفريقية بشكل أكبر، والمنتظم الدولي، موازاة مع السياسة الخارجية للمغرب بتوجيه من الملك محمد السادس".
ومن بين المكاسب التي قد يستفيد منها المغرب من ولوج لقجع المكتب التنفيذي للاتحاد الدولي، حسب المتحدث ذاته، "تقوية ملف ترشح المغرب لاستضافة نهائيات كأس العالم مستقبلا"، موضحا: "كما يعرف الجميع، فإن التصويت على ملف احتضان نهائيات كأس العالم، لم يعد مقتصرا على أعضاء المكتب التنفيذي فقط، بل أصبح من حق جميع الاتحادات العالمية التصويت، وبحكم تواجد لقجع في المكتب التنفيذي للفيفا، فإن هذا يتيح له، أكثر، ربط علاقات مع مختلف الاتحادات العالمية، ما يعني تقوية حظوظ المغرب للفوز بأصوات أكبر في حال الترشح لاستضافة نهائيات كأس العالم".
بلخياط: يكفيني فخرا تمثيل لقجع للمغرب في "فيفا"
يرى سعيد بلخياط، العضو السابق في الاتحاد الإفريقي لكرة القدم "كاف"، أن ولوج فوزي لقجع للمكتب التنفيذي للاتحاد الدولي "فيفا"، يمثل فخرا كبيرا للمغرب على الصعيد الدولي، خاصة وأن المغرب، حسب المتحدث ذاته، أصبح قاطرة كرة القدم الإفريقية.
وأضاف بلخياط، في اتصال هاتفي مع "SNRTnews"، أن ولوج المكتب التنفيذي للاتحاد الدولي، "حلم أي شخص، وهدف شخصي في المقام الأول، لكنه يمثل المغرب أمام المنتظم الدولي"، مضيفا: "بالنسبة لي كمغربي، يكفيني فخرا أن شخصا من أبناء بلدي يوجد في أعلى هرم كروي عالمي".
ويرى بلخياط أنه بالنظر إلى مسار لقجع، سواء في كرة القدم الوطنية أو القارية، وكل ما قدمه في السنوات الأخيرة، خاصة نجاحه في التسيير والتدبير الرياضي، محليا وقاريا، يجعله، في الظرفية الحالية "لا غنى عنه"، و"لا يمكن تبديله"، سواء في الاتحاد الإفريقي أو الاتحاد الدولي، مضيفا: "إضافة إلى ذلك، هذا أكبر تأكيد على أن المغرب، أصبح، اليوم، قاطرة كرة القدم الإفريقية، فإذا كانت بالأمس دول مثل مصر وتونس هي من تقود القارة، اليوم المغرب يلعب دور القيادة، وبامتياز".
وأبرز بلخياط: "لا يجب أن ننسى أننا كنا غائبين عن مراكز القرار لسنوات طويلة، لكن اليوم، ومن خلال عمل جبار قام به لقجع، يمكنني الافتخار بتواجد بلدي في أعلى هيئة كروية عالمية، هذا المنصب لا يقدم إضافة كبيرة إلى المغرب، لكنه في المقابل، يجعلني، ويجعل أي مغربي، نفتخر بحضور ممثلنا في الاتحاد الدولي".
بدر الدين الإدريسي: لقجع يتحرك وفق منظومة دولة
قال بدر الدين الإدريسي، رئيس تحرير صحيفة "المنتخب" المغربية، إن ما أهل لقجع لبلوغ عضوية المكتب التنفيذي للاتحاد الدولي "فيفا"، كونه يمثل "منظومة دولة"، موضحا: "لقد اقتضت مصلحة الدولة أن يذهب لقجع إلى معترك آخر بجانب الاتحاد الإفريقي، ألا هو المكتب التنفيذي للاتحاد الدولي".
وأَضاف الإدريسي، في حديث مع قناة "الرياضية" المغربية على هامش الجمعية العمومية للاتحاد الإفريقي: "أصبح لقجع أول مغربي يحظى بهذا الشرف، ويمكن له، من موقعيه الاثنين، في الاتحاد الإفريقي والاتحاد الدولي، أن يرفع سقف الطموحات، وأن يكون، أيضا، المحامي لكرة القدم المغربية والإفريقية داخل غرفة القرار في الاتحاد الدولي".
وشدد المتحدث ذاته على أنه "من حق جياني إينفانتينو، رئيس الاتحاد الدولي، أن يبحث عن شركاء وكفاءات حقيقية لتطوير كرة القدم الافريقية والعالمية"، مضيفا: "وقد وجد في لقجع، جميع الشروط التي تؤهله ليكون شريكا إلى جانبه في الاتحاد الدولي لكرة القدم".
وتابع الإدريسي: "من جانب المواطنة والانتصار لابن البلد، لا يمكن إلا أن نزكي ما تراه القارة الإفريقية في لقجع، على أنه أصبح قائدا حقيقيا لكرة القدم القارية، خاصة وأن كل المهام التي ألقيت على كاهله، أنجزها بحسن تدبير وحكامة، بل إن هناك من المسؤولين الأفارقة من اندهشوا حين بلغهم أن لقجع لم يترشح لرئاسة الاتحاد الإفريقي، لأنهم يرونه أهلا لهذا المنصب".
ويرى الإعلامي المغربي، أن المغرب، أكد على كفاءة أبنائه بولوج فوزي لقجع إلى المكتب التنفيذي للاتحاد الدولي، مبرزا: "إلى وقت قريب، كنا نشكو غياب الكفاءات المغربية في مناصب القرار الدولية، خاصة وأن المغرب، لديه القدرة على تقديم الإضافة أينما وجد، أما اليوم فقد اختلف الأمر، فقد أكدت المملكة على كفاءة رجالها تحت قيادة جلالة الملك محمد السادس، وقد أضفينا طابعا جديدا على كسب المناصب في المؤسسات، وأكدنا أن الأولوية للكفاءة، وأن المناصب لا تمثل الأشخاص، بل الدول، أضف إلى ذلك، أن ما يقوم به المغرب في مراكز القرار الدولية، هو تجسيد للرؤية الحكيمة لجلالة الملك، إذ أن عودة المغرب إلى القارة الإفريقية، ليس فقط من أجل التموقع داخل القارة، بل من أجل المساهمة في النهوض بشؤونها وتطويرها وجعلها قوة فاعلة في المنتظم الدولي".
إينفانتينو يراهن على لقجع
لا يجامل جياني إينفانتينو، رئيس "فيفا" لقجع، حين يتحدث عنه لوسائل الإعلام بإيجابية، ويقول إنه يراهن على كفاءته من أجل المساهمة في تطوير كرة القدم الإفريقية والعالمية، إذ أنه يدرك تماما أن الغرفة الداخلية لـ"فيفا"، لا تفتح أبوابها إلا للأكفاء.
خلال الجمعية العمومية للاتحاد الإفريقي الأخير، في الرباط، قال جياني إينفانتينو، في تصريح لبعض المنابر الإعلامية: "أشكر أخي فوزي لقجع والمغرب على هذا التنظيم الرائع لهذا الحدث التاريخي، كما تعرفون، الاتحاد الدولي مسرور بالعمل مع الأكفاء، الذين يريدون المساهمة في تطوير كرة القدم العالمية، ما يقوم به لقجع في المغرب وإفريقيا أيضا، شيء جميل".
الجنوب إفريقي، باتريس موتسيبي، المنتخب رئيسا للاتحاد الإفريقي، بدوره، لم يخف إعجابه بفوزي لقجع، ووصفه أمام أعضاء الاتحادات القارية، خلال الجمعية العمومية للاتحاد الإفريقي بـ"اللاعب الكبير".
وفي تصريح له لقناة "الرياضية" المغربية، قال باتريس موتسيبي: "أشكر جلالة الملك محمد السادس، حفظه الله، والمملكة المغربية، على تنظيم هذا المؤتمر في هذه الظروف، وأشكر أخي فوزي لقجع، الذي أثبت للجميع حاجة كرة القدم الإفريقية إلى خدماته".
مقالات ذات صلة
رياضة
رياضة
رياضة