مجتمع
معالم تاريخية بتارودانت تنتظر رد الاعتبار
04/10/2021 - 21:15
يونس أباعلي | فهد مرونكما في الصين التي يوجد فيها سورها العظيم، يوجد، أيضا، في تارودانت ما لا يقل عنه أهمية. سور يختزل تاريخ سوس كلها.
على مر التاريخ تحدى غزوات الأعداء ليؤمن المدينة وسلاطينها، ومازال إلى الآن في مقاومة من نوع آخر.
يشدد نور الدين صادق، رئيس الجمعية المحمدية لحوار الثقافات وصيانة التراث الحضاري لتارودانت، على أن هناك فرقا شاسعا بين ماضي وحاضر مدينة تارودانت، إذ يرى أنها نالت من الإهمال والتهميش نصيبها.
بحسب الصادق، في تصريح لـSNRTnews، الجهود المبذولة للحفاظ على ذاكرة المدينة محتشمة لا ترقى إلى ما تستحقه المدينة، إذ يؤكد على أن عددا كبيرا من المدن استفادت من برنامج رد الاعتبار لمعالمها، لكن تارودانت لم تستفد منه.
هذا الأمر جعل أسوارها مهددة وسائرة إلى الزوال، يسجل الصادق، خصوصا أن المنطقة لا تتوفر على الحجارة، لذلك يتم بناء أسوارها من التراب المدكوك، أي أنه يحتاج إلى عناية متواصلة.
معالم المدينة غير مصنفة، لا وطنيا ولا دوليا، أي أنها عرضة للاندثار، كما يكشف رئيس الجمعية المحمدية لحوار الثقافات وصيانة التراث الحضاري لتارودانت، مضيفا "تصبح غريبا عن وصف الوزير الفشتالي حين قال "لا يطير تحت جناحها البلد الجديد من فاس الذي هو عند بني مرين مشيديه آية خارقة، ولا قصبة مراكش التي هي عند الموحدين من قبيل الإعجاز، بل إذا ذكرت المحمدية لف كل منهما رأسه استحياء وحسبي شهادة العيان"، والمحمدية يعني بها تارودانت.
في حديثه عن ماضي المدينة، يشدد الباحث والكاتب في التاريخ والتراث على هول الفرق بين الماضي والحاضر، فالمدينة تحتاج إلى جهود لتستعدي ذاكرتها التاريخية كما يقول، إذ تعتبر من أعرق المدن المغربية، حيث نشأت ما بين القرنين الثالث والخامس قبل الميلاد، الفترة التي تتزامن مع الوجود القرطاجي والفينيقي في شمال إفريقيا.
يلفت إلى أن بناء تارودانت يعود لتحالف قبائلي. استمرت في لعب أدوارها حقبا متتالية، خاصة منذ وصول عقبة بن نافع، لأن وصوله كان يعني خضوع كل قبائل سوس، أي أنها كانت عاصمة، استمرت في ذلك إلى العصر المرابطي التي تحولت فيه إلى قاعدة عسكرية لأنها أول حاضرة دخلها المرابطون، وعلى نموذجها بنوا مدينة مراكش في ما بعد.
المرينيون أيضا وجودا في تارودانت أنسب عاصمة، وجددوا قصباتها وأسوارها. وفي عصر السعديين وصلت تارودانت أوجها وعصرها الذهبي، حيث اتخذها محمد الشيخ عاصمة وجدد أسوارها حتى أنها تُنسب إليه، رغم أنها نتاج لكل الدول المتعاقبة، من المرابطين إلى العلويين.
مقالات ذات صلة
مجتمع
مجتمع
نمط الحياة