اقتصاد
بعد سنتين من الغلاء.. تباشير بانخفاض أسعار العلف
26/01/2021 - 21:38
مهدي حبشيعادة ما يدفع الجفاف تجار المواشي إلى بيعها بأقل الأسعار الممكنة، تفادياً للمصاريف التي تكبدهم إياها نتيجة ارتفاع أسعار الأعلاف، ذلك واقع يسير نحو التغير خلال هذا الموسم الفلاحي بفضل الأمطار التي تبشر بموسم جيد.
وبشر وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، عزيز أخنوش، بموسم فلاحي جيد، قائلاً إنه ابتداء من أواخر شهر أكتوبر 2020، وإلى حدود اليوم، تم تدارك العجز المطري المسجل في بداية السنة، بفضل تهاطل كميات مهمة من الأمطار همت معظم التراب الوطني. بحيث بلغ معدل مقاييسها، إلى غاية 21 يناير 2021، ما يناهز 184 ملم، أي تقريبا معدل التساقطات خلال سنة عادية (184,2 ملم) وبزيادة 42 في المائة مقارنة مع الموسم الفلاحي الماضي (129,1 ملم) في نفس الفترة.
وقال منسق الجمعية الوطنية لمربي الأغنام والماعز بالوسط الجنوبي للمملكة، سعد عزيزي، إن غياب الأمطار يحث تجار العلف، وهم بدورهم من الفلاحين، على الاحتفاظ به لمواشيهم الخاصة، وعدم تصريف الفائض، مما يخفض العرض ويرفع أسعار الأعلاف.
من جهته، أضاف الخبير في الاقتصاد القروي، العربي الزكدوني، أن هطول الأمطار يؤدي إلى اغتناء المراعي بالنباتات، ما يوفر لمربي المواشي بديلاً مجانياً عن اقتناء الأعلاف، وهكذا تنخفض قيمة العلف في السوق، لأن الطلب ينخفض مقارنة مع العرض.
ذلك ما نوه به عزيز أخنوش، خلال جلسة الأسئلة الشفهية بمجلس النواب أمس الاثنين 26 يناير 2021، مؤكداً على أن الأمطار الأخيرة ساهمت في تحسن الغطاء النباتي بالمناطق الرعوية والرفع من الموفورات الكلئية.
وأكد عزيزي على أنه في الوقت الراهن ستشرع أسعار العلف في الانخفاض، بفضل الثقة التي خلفتها أمطار بداية هذا العام في نفوس الفلاحين في موسم زراعي جيد، ما سيدفعهم لبيع فائض الأعلاف بأثمنة منخفضة نسبياً.
مع ذلك، لا ينتظر أن تنخفض أسعار تلك المادة على نحو كبير قبل شهر مارس المقبل، لأنه بالإضافة إلى عنصر الثقة لدى الفلاح، سيكون عليه انتظار موسم الحصاد حتى تتوفر الأعلاف في الأسواق، "خصوصاً أن المادة الأولية في الوقت الراهن وقبل الحصاد قليلة، لاسيما على مستوى التبن والشعير" يؤكد عزيزي.
وأوضح أخنوش خلال تطرقه لوضعية الزراعات الخريفية، أنه إلى حدود 22 يناير 2021، بلغت المساحة المحروثة من الزراعات الخريفية الرئيسية، 5,35 مليون هكتار، خصصت للزراعات الكلئية مساحة 504.270 هكتارا منها، بزيادة قدرها 10 في المائة، بينها 26 في المائة للشعير الكلئي، 21 في المائة للفصة، 18 في المائة للخرطال، و12 في المائة للبرسيم.
وذكر الزكدوني بأن أسعار العلف ارتفعت على نحو صاروخي في السنوات الأخيرة، إذ بلغ سعر "البالة" الواحدة من 11 كيلوغرام 35 درهماً، كما اضطر المغرب لاستيراد جزء من حاجياته من التبن من الخارج.
وعادة ما يسبب ارتفاع سعر الأعلاف اختلالاً في موازين العرض والطلب ضمن سوق الماشية، إذ ينبه الزكدوني إلى أن المُربين عند هطول الأمطار وتوفر العلف الطبيعي في المراعي وانخفاض الأسعار في الأسواق، لا يبقون أمام إجبارية تصريف مواشيهم، بل ينتظرون الحصول على الأثمنة المناسبة.
فيما أوضح عزيزي أن المواشي تكلف "الكسابة" كثيراً، خصوصاً على مستوى اقتناء الأعلاف في مواسم الجفاف، ما يضطرهم لبيعها بثمن منخفض نسبياً للتخلص من مصاريفها من جهة، ومن جهة ثانية للحصول على مدخول يُصرف على ما سيتبقى لديهم من رؤوس مواشي.
وكان فريق حزب "الاستقلال" بمجلس النواب، ذكر خلال جلسة الأسئلة الشفهية أمس الاثنين 25 يناير، بأن "الكسابة" بعدد من جهات المملكة يُعانون خصاصاً كبيراً على صعيد الأعلاف، مما يوجب دعمهم من طرف الحكومة بمساعدات مالية.
ونبه النائب عمر احجيرة، عن الفريق سالف الذكر، إلى أن جائحة "كورونا" ضاعفت مشاكل مربي المواشي، إذ ساهم إغلاق الأسواق الأسبوعية في تدهور أوضاعهم فضلاً عن مخلفات سنوات الجفاف.
وأحال على انخفاض درجات الحرارة الذي أدى إلى نفوق بعض المواشي، الأمر الذي يعزوه عزيزي إلى البنيات التحتية الهشة لتربية المواشي بعدد من جهات المملكة.
مقالات ذات صلة
اقتصاد
اقتصاد
اقتصاد