مجتمع
دراسة تبين وضعية التسول بجهة الدار البيضاء سطات
18/05/2021 - 23:14
حليمة عامركشفت الجمعية المغربية لتربية الشبيبة "أميج" عن معطيات جديدة حول استغلال شبكات إجرامية تتعاطى الاتجار بالبشر للرضع والأطفال في ممارسة التسول على مستوى جهة الدار البيضاء سطات، وذلك خلال دراسة ميدانية أنجزتها في إطار حملة تحسيسية تقوم بها لمحاربة الظاهرة، تحت شعار "كلنا مواطنون، كلنا معنيون".
وفي هذا الصدد، أوضع محمد كلوين، رئيس مجلس الجمعية المغربية لتربية الشبيبة، بجهة الدارالبيضاء سطات، ومنسق الدراسة، أن الدراسة وجدت بأن الفئات التي يتم استغلالها في ممارسة التسول هي الرضع والأطفال، بتواطؤ من آبائهم.
وكشفت الدراسة عن صنفين من الفئات التي تستغل هؤلاء الأطفال في التسول؛ الصنف الأول، وغالبا ما يكون هو الأب والأم، في إطار مقاولة أسرية، حيث يبرز كلوين أن بعض العائلات تلجأ إلى الاستثمار في الإنجاب، من خلال ولادة أكبر عدد من الأطفال، لتسريحهم في الشارع، إما لبيع السجائر أو لتسريحهم أمام المقاهي والفنادق أو المساجد من أجل تسول المال من المارة، على اعتبار أن كل طفل سيجمع مبلغا معينا خلال اليوم.
وأوضح المتحدث ذاته أن "بعض الأسر تربح خلال اليوم الواحد مبلغ 1000 درهم، وغالبيتها تعاني من الهشاشة الاجتماعية والأمية، ويعد هذا المبلغ الذي يجنيه أبناؤها هو الدخل الوحيد الذي تعتاش عليه"، مشددا على أن هذه الفئة التي تتاجر بأبنائها في التسول تعاني، في الغالب، من إدمان الخمر أو المخدرات أو القمار.
أما بخصوص النوع الثاني، فهو تلك الأسر التي تؤجر أبنائها لمجموعات أخرى، عبارة عن فرق منظمة، بمقابل مادي يبدأ من 150 درهما إلى 200 درهما خلال اليوم، وأحيانا قد يصل إلى 300 درهم خلال الأعياد والمناسبات الدينية.
ويؤكد المتحدث ذاته على أنه بالرغم من أن التسول هو جنحة ويعاقب عليها القانون، إلا أن هذه العائلات و"المافيات" تستغل هذه الظروف، وتعرض أطفالها للعنف، لأنه إذا لم يجمع الطفل المبلغ المتفق عليه، الذي لا يقل عن 100 درهم، سيتم معاقبته بشتى الطرق.
وبالنسبة للأماكن التي يتم بها ممارسة التسول، فقد همت الدراسة مجموعة من النقط كالمحطات الطرقية والأسواق الشعبية المعروفة بالرواج التجاري، منها أسواق درب السلطان مثل "قيسارية الحفاري" و"القريعة"، و"درب عمر"، بالإضافة إلى المقابر، أثناء الزيارات العائلية، ومركز مدينة الدار البيضاء.
ويرى الفاعل الجمعوي أن "هذه الظاهرة تساهم في بناء جيل آخر من الأطفال، في الغالب ما يتحول إلى "جانح"، أو مدمن على المخدرات، وتزيد نسبة العنف عنده تجاه أقرانه وأصدقائه والمجتمع، حيث تساهم في بناء جيل آخر من الأطفال، بدون مستوى دراسي ووعي، لأن المكان الطبيعي لهذه الفئة هو المدرسة، والبيت وليس الشارع".
مقالات ذات صلة
مجتمع
مجتمع
مجتمع