نمط الحياة
"فوبيا المدرسة" .. سيناريو يتكرر سنويا
04/10/2021 - 15:25
نضال الراضيبكاء وصراخ ونوبات هلع وأعراض أخرى مرتبطة بالمرض، "فوبيا المدرسة"، هو حالة من القلق الهائل مرتبط بفكرة الذهاب إلى المدرسة، عادة ما تظهر على الطفل عند مغادرة المنزل. حسب الاختصاصيين، قد لا تختفي نوبة الهلع هذه حتى يخضع الأهل لضغوط الطفل ويوافقون على عدم ذهابه إلى المدرسة.
ماهي "فوبيا المدرسة"؟
"فوبيا المدرسة أو رفض الالتحاق بالفصل هو حالة من الذعر تصيب مجموعة كبيرة من الأطفال، يعبر من خلالها الطفل عن مجموعة من الرسائل، تتمثل في تعلقه وارتباطه بأبويه أو معاناته من صعوبات في التعلم أو تعرضه للتنمر أو المضايقة داخل المدرسة"، توضح أمل المجاهد، معالجة نفسانية اختصاصية في العلاج السلوكي-المعرفي لدى الأطفال والمراهقين.
حسب الاختصاصية، فإن الأطفال الذين يعانون من هذا الاضطراب ينقسمون إلى فئتين. ويتعلق الأمر بالأطفال الذين يلتحقون بالمدرسة للمرة الأولى في حياتهم وهي الفئة البالغة من العمر بين 2 و4 سنوات، والذين ما يصابون عادة بنوبة من الهلع في مدخل الحضانة أو المدرسة عند توديع الأبوين، من جهة، والفئة ما بين 5 و7 سنوات الذين يعانون من "فوبيا المدرسة"، وهي نوبة قد تصيبهم بشكل سنوي عند بداية الموسم الدراسي، قد يكون سببها مشاكل حقيقة يعاني منها الطفل داخل المدرسة.
وتبرز المجاهد بأن حالة الهلع التي يعاني منها الصغار بين 2 و4 سنوات، طبيعية ويمكن التحكم فيها حسب درجة النوبة وهي تتطلب بعض التقنيات البسيطة تتقنها المعلمات والعاملين بالحضانة والمؤسسات التي تستقبل هذه الفئة العمرية.
أما بخصوص الأطفال الأكبر سنا الذين يعانون من فوبيا الدخول المدرسي بشكل سنوي، فعلى أولياء الأمور أن ينتبهوا أكثر لحالة الطفل والأعراض التي يعاني منها وقد يتطلب الأمر في هذه الحالة تدخل أهل الاختصاص، بهدف تشخيص حالة الطفل بشكل فعال والتعرف على الأسباب الحقيقة التي تجعله يتخوف من الالتحاق بالمدرسة.
أسباب "الفوبيا المدرسية"
"تشكل الفوبيا المدرسية حوالي 7 في المائة، من أسباب الاستشارة في الطب النفسي لدى الأطفال وتؤثر على ما بين 2 و3 في المائة من الأطفال في سن المدرسة" تقول المجاهد.
وتكشف الاختصاصية، عن الأسباب التي تجعل الطفل يتخوف من المدرسة مبرزة أن الأمر يتعلق بشكل رئيسي بالخوف من الانفصال عن الوالدين أو أحدهما أو الارتباط القوي بالمنزل والأشياء الخاصة به كاللعب والفراش والتلفاز. وقد يعاني الطفل أيضا من صعوبات في التعلم أو مضايقات من الزملاء.
وتضيف المجاهد: "قد تدل نوبات الهلع أيضا، على إصابة الطفل ببعض الاضطرابات النفسية وقد تكون علامة تدل على أن الطفل يعاني من أحد أنواع التوحد وبالتالي التخوف من الاختلاط بمحيط غير معتاد، في هذه الحالة يجب الانتباه أكثر لأعراض نوبات الهلع بغاية عرض الطفل على الاختصاصي".
أعراض "فوبيا المدرسة"
تشير أمل المجاهد إلى أنه يمكن التعرف بسهولة على الأعراض الرئيسية لفوبيا المدرسة من خلال:
- صعوبة مغادرة المنزل بغاية التوجه إلى المدرسة
- انفعال وردود فعل غير مبررة، كالصراخ والبكاء القوي
- الضغط على الوالدين من أجل البقاء في المنزل
- ادعاء المرض وعدم القدرة على الحركة
- ظهور أعراض مرضية حقيقة، كصداع في الرأس وارتفاع في درجة الحرارة والآلام على مستوى البطن.
مراحل العلاج
"قد تتحول فوبيا المدرسة إلى اضطراب نفسي صريح مثل اضطرابات القلق أو الاكتئاب أو اضطراب الشخصية. كما قد تنتج عن هذه الحالة صعوبات في الاندماج داخل المجتمع، لذاك يتوجب على الآباء أن ينتبهوا في حال كانت نوبات الهلع تتكرر بشكل سنوي تزامنا مع بداية الموسم الدراسي، فكلما كان العلاج أسرع كلما ازدادت فعاليته"، توضح أمل المجهد.
حسب الاختصاصية، فالعلاج يتم في المرحلة الأولى بتكوين الوالدين حول كيفية التعامل مع الطفل عند الإصابة بنوبة الهلع، وهي مرحلة تعتمد على الحوار والمنطق (التخلي عن العاطفة) والصرامة.
وتضيف: "يفضل أن يتم تهيئ الطفل 15 يوما على الأقل قبل الدخول المدرسي عن طريق الحوار من خلال مشاركة الطفل في ذكريات اليوم الأول للدراسة للأبوين وجعل الأمر يبدو طريفا ولا يدعو للخوف أو القلق وبخصوص الأطفال الذين يصابون بالنوبة أمام مدخل المدرسة فيستحسن أن يعتمد أولياء الأمور والمعلمون على الحوار بعيدا عن التوتر أو الصراخ، كما يفضل تفادي العاطفة أو البكاء، خصوصا بالنسبة للأمهات والقيام بالانفصال العقلاني عن الطفل داخل المؤسسة، بالرغم من بكائه".
وتشدد الاختصاصية على عنصر التغيير الذي يلعب دورا مهما في عملية العلاج، ففي حال كان الطفل يعاني من مشاكل معينة داخل مدرسته، يفضل أن يتم نقله إلى مدرسة أخرى قد تكون ملائمة أكثر لوضعية الطفل، كقربها من مقر السكن أو الدراسة مع أصدقاء الحي أو العائلة، هذه العوامل من شأنها أن تجعله يشعر بأمان أكثر.
مقالات ذات صلة
نمط الحياة
نمط الحياة
نمط الحياة