مجتمع
كل ما تودون معرفته حول اللقاح ضد "كورونا"
06/12/2020 - 18:20
وئام فراجيترقب المغاربة الإعلان الرسمي عن موعد بدء عملية التلقيح، تنزيلا للتعليمات الملكية الرامية إلى تطعيم المواطنات والمواطنين بلقاح مختبر "سينوفارم" الصيني، بعدما قامت المملكة بخطوات استباقية همت إبرام عقود تشاركية وتجارية لتوفير الجرعات الكافية من اللقاح، من أجل تطعيم أزيد من ستين في المائة من المغاربة ضد فيروس كورونا.
تخوفات مستمرة من مضاعفات اللقاح
يرتقب أن يتجند لهذه العملية أطباء وممرضون حصلوا مسبقا على تكوين في الطرق السليمة للتلقيح، للقيام بحوالي مئتي ألف تطعيم في اليوم لفائدة العاملين في المجال الصحي، بحسب معطيات صادرة عن بعض الأطباء والمهنيين.
وأكد وزير الصحة خالد آيت الطالب، في تصريحات صحافية، أن عملية التلقيح ضد فيروس "كورونا" لن تقتصر فقط على أخذ اللقاح، بل سيتم أيضا تتبع الأشخاص المستفيدين من التلقيح، ومنحهم بطائق إلكترونية مخصصة لكل من استفاد من العملية بشكل تطوعي. وأكد الوزير وجود لجان علمية وتقنية تشتغل على إعداد الاستراتيجية الوطنية للفيروس، ووضع برنامج للتلقيح ومواكبته على المستوى المركزي والجهوي من أجل إنجاح هذه العملية.
رغم تطمينات الحكومة بخصوص نجاعة التطعيم، إلا أن العديد من المواطنين مازالوا غير مقتنعين بالتوجه إلى المراكز الصحية التي سيتم تخصيصها لهذه العملية، بسبب التخوف من حدوث أعراض جانبية خطيرة، الأمر الذي نفاه أستاذ الأمراض التعفنية بكلية الطب بالدار البيضاء، البروفيسور عبد الفتاح شكيب، مؤكدا، في تصريح لـ"SNRTnews"، أن الأضرار الجانبية للقاح أقل حدة من خطر استمرار انتشار فيروس "كورونا"، مبرزا أن مضاعفاته تشبه إلى حد كبير مضاعفات لقاح الإنفلوانزا الموسمية، من قبيل احمرار الجلد أو الحمى، وبعض الآلام الخفيفة.
وشدد البروفيسور شكيب على ضرورة تلقيح 75 في المائة من المواطنين للتمكن من السيطرة على فيروس "كورونا"، وعودة الحياة إلى طبيعتها، مشيرا إلى إمكانية تحقيق ذلك مع بداية شهر شتنبر للعام المقبل.
ارتفاع وفيات الأطباء بسبب وباء "كورونا"
وعن اختيار المملكة للقاح الصيني من أجل الشروع في عملية التطعيم، أكد أستاذ الأمراض التعفنية أن أهمية هذا اللقاح تكمن في إمكانية استعماله بسهولة مقارنة بباقي اللقاحات الموجودة، إذ يمكن تخزينه في براد عادي دون الحاجة لحجرات تجميد ذات درجات حرارة منخفضة.
ودعا البروفيسور شكيب، في هذا الإطار، المواطنين والمواطنات إلى التوجه إلى مراكز التلقيح للمساهمة في الحد من انتشار وباء "كورونا"، خاصة كبار السن الذين تفوق أعمارهم خمسة وستين سنة، والذين يعانون من أمراض مزمنة نظرا لكونهم الأكثر عرضة لخطر الموت في حال إصابتهم بالفيروس.
وحذر البروفيسور من تزايد عدد الوفيات في صفوف الأطباء العاملين في الصفوف الأمامية، مشيرا إلى وفاة طبيب واحد على الأقل كل أسبوع بسبب احتكاكهم اليومي مع مرضى "كورونا".
الالتزام بالتدابير الوقائية ضروري خلال مرحلة اللقاح
ردا على التساؤلات المتعلقة بمراحل التلقيح، والاحتياطات الواجب اتخاذها خلال هذه الفترة، أوضح البروفيسور عبد الفتاح شكيب أن عملية التلقيح تنقسم إلى مرحلتين؛ يتم في الأولى أخذ أول جرعة من اللقاح، ليعاد التلقيح مرة ثانية بعد مرور 21 يوما. وينبغي أن يلتزم خلالها الشخص الملقح بكافة التدابير الوقائية الموصى بها؛ من ارتداء الكمامة، والتباعد الاجتماعي، فضلا عن التعقيم المستمر، ثم يبدأ المستفيد من التلقيح في اكتساب مناعة ضد الفيروس بعد مرور 42 يوما على الأقل على أول جرعة من اللقاح.
وجدد أستاذ الأمراض التعفنية التأكيد أن اللقاح هو الحل الوحيد في الوقت الحالي للتغلب على هذه الجائحة، داعيا رئيس الحكومة سعد الدين العثماني ووزير الصحة خالد آيت الطالب إلى التقدم للاستفادة منه بصفتهما طبيبين، من أجل زرع الطمأنينة في قلوب المواطنين، ووضع حد للشائعات المنتشرة حول أعراضه الخطيرة.
يشار إلى أن المغرب وقع اتفاقيتي شراكة وتعاون مع المختبر الصيني "سينوفارم" من أجل الحصول على اللقاح، كما شارك مئات المتطوعين من المملكة في التجارب السريرية المتعلقة به، ولم يتم تسجيل أي أعراض جانبية خطيرة وغير مرغوب فيها، وتعمل السلطات الصحية على جعل تكلفة الاستفادة من اللقاح قابلة للاسترداد بالنسبة للأشخاص المتوفرين على تغطية صحية.
مقالات ذات صلة
عالم
مجتمع
واش بصح