مجتمع
كل ما يجب معرفته حول التوجيه بعد الباكالوريا
23/06/2021 - 09:25
نضال الراضيقلق وتخوف وتساؤلات عديدة، بدأ التلاميذ الناجحون في الباكالوريا في طرحها، فور الإعلان عن نتائج دورة يونيو 2021 لامتحانات الباكالوريا، جلها مرتبط بالاختيارات الدراسية والتكوينية، التي يمكن أن تنسجم مع طموحاتهم وتكوينهم الدراسي.
وللإجابة عن هذه التساؤلات، كان لـSNRTnews، حديث مع عبد المجيب المرابط، منسق الوحدة المركزية للإعلام والتوجيه، بوزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، الذي يوضح المعايير الصحيحة، لاختيار التوجيه المناسب بعد الحصول على شهادة الباكالوريا.
التوجيه في ظل النموذج التنموي
يفيد عبد المجيب المرابط بأن منهجية التوجيه ما بعد الباكالوريا يجب أن يتم إعدادها والعمل على تطويرها، منذ بداية المرحلة الدراسية في التكوين الثانوي-الإعدادي، مشيرا إلى أنه أثناء هذه المرحلة، يتم اختيار المسلك الدراسي الذي يناسب طموح التلميذ وقدراته، من خلال عملية انتقاء الجدع المشترك تم الشعبة.
ويوضح المتحدث ذاته بأن ذلك يتم وفق اختيارات التلميذ المحضة، التي يحددها تفوقه في مواد وشعب محددة.
وبخصوص "الأخطاء" التي يرتكبها معظم التلاميذ، خلال التفكير في التوجيه، يقول المرابط : "أغلبية التلاميذ، خاصة الفئة التي تحصل على معدل عام جيد أو جيد جدا، ينحصر تفكيرها، بين ولوج كلية الطب أو الهندسة، أو الالتحاق ببعض المؤسسات لمجرد أنها ذات صيت منتشر. يمكنني القول إن المجتمع بدوره، يساهم في إعطاء قيمة لبعض التخصصات أو الجامعات لمجرد شهرتها، على حساب مجموعة من التخصصات، التي قد تكون أكثر منفعة للتلميذ".
وفي نفس السياق، يكشف المسؤول عن الإعلام والتوجيه بالوزارة، بأن المغرب مقبل على مجموعة من الأوراش مرتبطة بالنموذج التنموي الذي يتضمن إشارات قوية، تظهر التطورات التي ستخضع لها البلاد، على المستوى الاقتصادي والسياحي والطاقات المتجددة، بالإضافة إلى مكانة المقاولات والتكنولوجيات الجديدة مستقبلا.
ويتابع: "التغيرات المرتبطة بالتنمية التي ستعرفها البلاد، ستفرز بالتأكيد الحاجة إلى كفاءات وموارد بشرية مؤهلة و'غير كلاسيكية'، للانخراط المهني في مختلف القطاعات، التي ستعرف إعادة الهيكلة".
ويشدد المرابط، على أهمية المقاولة الذاتية، داعيا التلاميذ الناجحين في امتحانات الباكالوريا هذه السنة، بالتفكير في التوجه نحو المجال المقاولاتي، الذي من المتوقع أن يحظى بمكانة مهمة مستقبلا خاصة بالنسبة للشباب.
ويدعو المتحدث ذاته التلاميذ إلى وضع مجموعة من المخططات التقريبية، تدور حول نفس المجال الذي يطمح الطالب التخصص فيه وفي حال تعذر قبوله في إحدى المؤسسات أو الجامعات، يمكنه اللجوء إلى احتمال آخر، له علاقة بنفس القطاع، بدل الشعور بالإحباط وتضييع سنة دراسية كاملة.
المعدلات ليست معيارا للتفوق
في هذا الصدد، يوضح المرابط بأن الحصول على معدل عام جيد يمكن أن يخول للطالب الولوج للجامعات والمؤسسات ذات الاستقطاب المحدود ولكن لا يمكن اعتباره معيارا لتفوقه مستقبلا داخل الجامعة، أو خلال ولوجه سوق الشغل.
وفي نفس السياق، يشير المتحدث ذاته إلى أن الحصول على معدل عام يصل إلى 18 على 20، قد لا يخول للمرشح الراغب في الولوج إلى كلية الطب "على سبيل المثال"، بتحقيق ذلك، خاصة عندما يكون المعدل الأدنى لباقي المترشحات والمترشحين يصل لـ18.50 على 20، حيث يتم تحديد ذلك بناء على القدرات التنظيمية للمباريات.
لذلك يدعو المرابط التلاميذ لعدم التشبث بكلية أو مؤسسة معينة لمجرد أن التلميذ يمتلك معدلا عاما جيدا، مؤكدا على ضرورة تفادي الإحباط والتراجع في هذه الحالة والبحث عن حلول بديلة في نفس المجال.
أخد الجائحة بعين الاعتبار
يقول المرابط إن البعض من التلاميذ الناجحين في امتحانات الباكالوريا يجدون لبسا في التفرقة بين الهواية ومجال الدراسة، الذي من شأنه أن يحدد مستقبلا، المسار المهني للطالب، مشيرا إلى أن التوجيه يجب أن يتم وفق معايير منطقية وبيداغوجية، حسب قدرات التلميذ.
وفي سياق آخر، يرى المتحدث بأن جائحة "كورونا" كشفت أن ليس هناك "شغلا ثابتا"، كما أبرزت أهمية "تنوع التخصصات"، مشيرا إلى أن قطاعات مهمة، توقف نشاطها، حيث عانى الممتهنون بها، طيلة فترة التوقف، بسبب أن أغلبهم لا يتقنون العمل في مجالات أخرى.
وفي هذا الخصوص، يشدد المرابط على أهمية أن يعمل الطالب على تعدد الاختصاصات، معتبرا أنه كلما كان مجال تكوينه متنوعا ودقيقا، كلما ازدادت حظوظه وإمكانياته لضمان مسار مهني مميز.
وينصح المتحدث التلاميذ في التفكير في تطوير مداركهم في المجال المعلوماتي، مبرزا أن أهمية التكنولوجيا، ظهرت جليا خلال الوباء ومن المتوقع أن تهيمن على مجموعة هائلة من القطاعات، كما يدعو إلى التكوين الأكاديمي في مجال المعلوميات، التي من شأنها أن تساعد الطالب المقبل على سوق الشغل، في ازدياد مميزاته وقدراته المعرفية، باعتبار أن جل القطاعات ستعتمد مستقبلا على التكنولوجيا.
مقالات ذات صلة
مجتمع
مجتمع
مجتمع