مجتمع
"كورونا".. تحذير من انتشار السلالة الجديدة وسط التلاميذ
23/01/2021 - 15:33
وئام فراجأكد البروفيسور كمال مرحوم الفيلالي، رئيس مصلحة الأمراض الوبائية والتعفنية بمستشفى ابن رشد بالدار البيضاء، أن الحديث عن تفشي السلالة الجديدة لفيروس "كورونا" بالمملكة، رهين بنسبة انتشارها مقارنة بالسلالة القديمة للفيروس، مبرزا أن احتمال وجود حالات أخرى مصابة بالسلالة الجديدة يبقى واردا، إلا أن الحديث عن انتشارها في المغرب يظل مجرد فرضية، قبل مرور شهر على أقل على تسجيل أول حالة.
تشديد الإجراءات داخل المدارس
أظهر علماء بريطانيون أن السلالة الجديدة لفيروس "كورونا"، التي اكتشفت في المملكة المتحدة، تنتشر بحوالي 70 في المائة أكثر من السلالة القديمة، كما أنها تنتشر بسهولة أكبر بين الأطفال والشباب بسبب قدرتها على اختراق الجسم والخلايا.
وحذر البروفيروس الفيلالي، في هذا الإطار، من تحول المدارس بالمغرب إلى مكان خصب لانتشار السلالة الجديدة في حال تسجيل حالات أخرى بالمملكة، مشيرا إلى أن الأطفال لا يهتمون كثيرا بتطبيق الإجراءات الاحترازية الموصى بها من طرف منظمة الصحة العالمية ووزارة الصحة المغربية، ما يتطلب المزيد من الحذر والقيام بإجراءات استباقية داخل مختلف المؤسسات التعليمية.
ورغم أن السلالة الجديدة للفيروس ليست أشد فتكا أو خطورة من القديمة، إلا أن سرعة انتشارها، يضيف الفيلالي، تجعلها تصيب أكبر عدد من الأشخاص، ما سيزيد من صعوبة التحكم في الوضعية الوبائية.
ودعا رئيس مصلحة الأمراض الوبائية والتعفنية بمستشفى ابن رشد، الأطفال والشباب إلى أخذ المزيد من الحيطة والحذر، وعدم التهاون في الالتزام بوضع الكمامة والتباعد الاجتماعي والنظافة المستمرة، من أجل الحفاظ على سلامة محيطهم وأقربائهم.
من جهتها، أطلقت وزارة الصحة، بشراكة مع وزارة التربية الوطنية، حملة للكشف عن السلالة الجديدة لفيروس كورونا في 10 يناير 2021، داخل أوساط 30 ألفا من تلاميذ التعليم الإعدادي الثانوي بست جهات بالمملكة.
وكشف سعيد أمزازي، وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، الناطق الرسمي باسم الحكومة، عدم تسجيل أي حالة للسلالة الجديدة وسط التلاميذ الذين شملهم الاختبار، مبرزا أن نسبة الحالات الإيجابية للفيروس، بلغت 2 في المائة.
وأكد أمزازي، في عرض له أمام لجنة التعليم والثقافة والاتصال بمجلس النواب، يوم الثلاثاء 19 يناير 2021، أنه لم يتم تسجل أي بؤرة للإصابة بفيروس "كورونا" بالمؤسسات التعليمية إلى حدود الآن، موضحا أن معدل الإصابة لم يتعد 0,06 في المائة، فيما وصل إلى 0,93 في المائة، بين الأطر الإدارية.
تسريع عملية التلقيح
أكد البروفيروس كمال مرحوم الفيلالي أن جميع اللقاحات الموجودة في الوقت الحالي فعالة ضد السلالة الجديدة للفيروس، مشيرا إلى أن اللقاحات المصنعة لمكافحة فيروس "سارس كوف 2" ترتكز أساسا على البروتين "سبايك"، وهو المفتاح الذي يستخدمه الفيروس لفتح المدخل إلى خلايا الجسم، "إذ تنتج اللقاحات أجساما مضادة لهذا البروتين من أجل القضاء على الفيروس."
وأوضح المتحدث ذاته في هذا الإطار أن البروتين "سبايك" شهد تغيرا طفيفا مع "كورونا المتحور"، وهذا التغير الجديد هو الذي يؤثر على تكاثر الفيروس وسرعة انتشاره، مشيرا إلى أن اللقاحات الحالية مازالت فعالة ضد التغير الطارئ، لكن يضيف الفيلالي، الإشكال سيطرح في حال استمرار تحول الفيروس، وتغير البروتين بالكامل، ليفقد أي هوية تربطه بالسلالات القديمة التي ارتكزت عليها اللقاحات.
وأبرز الفيلالي، ضمن تصريحه، أن استمرار تحور الفيروس سيتطلب حتما تصنيع لقاحات جديدة، أو تطوير اللقاحات الموجودة بشكل يأخذ بعين الاعتبار الخصائص الجديدة للفيروس، مشيرا إلى أن بريطانيا بدأت في الاشتغال على ذلك والحديث عن إمكانية إنتاج لقاحات جديدة تتماشى مع التغير الطارئ على الفيروس.
وتجنبا لهذه السناريوهات، دعا رئيس مصلحة الأمراض الوبائية والتعفنية بمستشفى ابن رشد بالدار البيضاء إلى تسريع عملية التلقيح قبل تسجيل حالات جديدة من "كورونا المتحور" أو تطور الفيروس وظهور سلالات جديدة.
كما دعا الفئات المستهدفة من اللقاح إلى الاستجابة لنداء الوطن، والإقبال على المراكز المخصصة لذلك من أجل المساهمة في الحد من تفشي الوباء والسيطرة عليه.
مقالات ذات صلة
مجتمع
مجتمع
مجتمع