سياسة
لقجع .. من مدير الميزانية إلى وزيرها
07/10/2021 - 23:39
يونس الخراشيمن مواليد مدينة بركان، سنة 1970، لأب معلم (مدرسة المسيرة) من قرية تزاغين زكزل، وأم ربة بيت من قرية تافوغالت، كان فوزي لقجع مواظبا في تعليمه، عاشقا لكرة القدم، ولكن ليس إلى الحد الذي يجعله ينتمي إلى فريق ما، فيترك مساره الدراسي جانبا، حتى وهو يلعب لصغار النهضة.
في وقت لاحق، سيمضي الطالب فوزي لقجع، على أثر خاله عمر لهبيل، المسؤول سابقا عن شركة "سوجيطا"، ليحصل على دبلوم مهندس زراعي من معهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة. كما سيحصل على دبلوم من "ESCAE"، سيؤهله، لاحقا، ليصبح مسؤولا كبيرا في وزارة المالية؛ مديرا للميزانية، بعد أن قضى سنوات مسؤولا في وزارة الفلاحة عن صندوق المقاصة.
ورغم تفوقه في المسار الدراسي، ثم نجاحه الوظيفي، إلا أن لقجع لم يزد صلته باللعبة الأكثر شعبية إلا توطيدا. فمن ناحية سيجده مسيرو نهضة بركان معهم، باستمرار، مشجعا، ومؤيدا، ومساعدا. كما أن حبه للمولودية الوجدية، التي كان يرأسها الناجم لهبيل، قريب أمه، سيجعله معها، ومدافعا عنها كلما كانت بحاجة إلى ذلك.
يقول لحسن مرزاق، رئيس فضاء المولدية للثقافة والرياضة، وصديق لقجع: "كلا، لم يمارس الكرة بالمعنى المتعارف عليه، وهو الانتماء، ثم المرور بالفئات السنية، وهكذا. ولكنه ظل يعشق النهضة البركانية، ويشجعها، ويساعدها. وكذلك الشأن مع المولودية الوجدية، التي عشقها، وشجعها في بداياته".
"هو رجل التفاصيل بامتياز"، يقول مصطفى برجال، أحد أصدقاء النهضة، من مدينة بركان، ثم يواصل:"هذا الرجل يعشق عمله بقوة وشغف. ومن يعرفونه في الرباط يؤكدون لك ذلك. تجده في مكتبه بوزارة المالية حتى وقت متأخر، ومنه يلتحق مباشرة بمكتبه بمركب محمد السادس ليواصل متابعة شؤون المستديرة، ولا ينتهي الأمر عند ذلك الحد، بل يواصل متابعته لكل صغيرة وكبيرة لها علاقة بكرة القدم. ولا ينسى أسرته (مرضي الوالدين)، ولا العمل الاجتماعي الذي يفضل أن يكون في سرية تامة وبعيدا عن الأضواء".
وبالفعل، فلقجع، الذي راح يواظب على دروس اللغة الإنجليزية منذ فترة، لم يشغله التعلم عن بقية الأشياء التي ظل يفعلها كل يوم. فلئن كان يصل إلى مكتبه في وزارة المالية في ساعة مبكرة كل يوم، فهو لا يغادر، كما جرت عادته، إلا حوالي العاشرة أو الحادية عشرة ليلا. الأمر الذي جعله يدمن على الأكلات السريعة، في وجبات الغذاء، حتى لا يضيع الوقت، وحتى يكون في الموعد مع حصة الرياضة، أكانت عبارة عن حركات أم مباريات في كرة القدم بمركب محمد السادس بالمعمورة (ضاحية مدينة سلا)، التي يكسر بها روتينه اليومي المرهق.
وكما كان دائما، فهو يشتغل كثيرا في الكواليس. ويستقبل ضيوفه في مكتبه بوزارة المالية أكثر مما يفعل في مكتبه بجامعة الكرة. ومع ذلك كله، فلقجع، الذي يملك هاتفين، ويستقبل فيهما مئات المكالمات كل يوم، قلما لا يرد، حتى ولو تعلق الأمر برقم هاتفي مجهول. أليس هو برئيس لجامعة كرة القدم، ومسؤول عن المنتخبات الوطنية، وعضو في المكتب التنفيذي للكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم، وعضو في المكتب التنفيذي للاتحاد الدولي لكرة القدم، وعضو في المكتب التنفيذي للاتحاد العربي لكرة القدم، قبل أن يضاف إليها وزيرا منتدبا لدى وزير الاقتصاد والمالية مكلفا بالميزانية.
بقصة شعره التي تجعله أقرب إلى "رجل عسكري"، ونظارتيه اللتين تعطيان الانطباع بأنه "رجل مختبرات"، يعتمد لقجع على جسده الأقرب إلى "رياضي"، بكرش صغيرة، تنم عن مكوث غير قصير في المكاتب، ليحضر، وبسرعة، في الملتقيات. يتحدث العربية والفرنسية بطلاقة، ويستعمل في الغالب عبارات دبلوماسية، وفي بعض الأحيان عبارات "قاصحة"، كي يوصل المعنى المراد ووصوله إلى البعض.
اليوم يوجد فوزي لقجع أمام تحد جديد، سيحتاج إلى كل مميزاته، وكاريزميته، كي يضيف إلى سيرته ما يستحق تنويها آخر.
مقالات ذات صلة
رياضة
رياضة
رياضة