نمط الحياة
مؤلف الزيروكاط : حان الوقت لرد الاعتبار للأحياء الشعبية
18/06/2021 - 09:08
عبد الرحيم السموكنيلماذا هذا الاسم بالتحديد لروايتك الأولى؟ هل هو التفاتة لحيك وباقي الأحياء الشعبية في الدارالبيضاء أم محاولة "تباكي" ولعب دور الضحية؟
و لم لا؟! "04#" أو "الزيروكاط" منطقة لم تكن يوما عاقرا، أنجبت العديد من الأوجه والشخصيات في جميع المجالات، وربما قد حان الوقت لرد الجميل والاعتبار لجميع الأحياء الشعبية، التي ربطها العديد بصور نمطية وأحكام مسبقة دون أي مساءلة لدورنا فيما آلت إليه وضعية السكان بهاته الأحياء.
أنت مهندس دولة ذو تكوين علمي محض، أليست الرواية حكرا على "الأدبيين"؟ وهل كان لديك هذا "الكليشي" قبل خوض غمار الكتابة؟
صراحة، كان هذا الأمر أكثر ما شجعني كما أنه أعانني على رؤية الأشياء من زاوية أخرى، وحتى إضافة بعض الجوانب العلمية والتعليمية على الرواية في نفس الآن. ولن أخفي عليك كيف أن قلبي تعلق بالكتاب يوم حصلت على ديوان المتنبي وأيام كنا في المنزل نتسارع في قراءة "الأيام" لطه حسين و"النظرات" للمنفلوطي فتكويني لم يكن علميا 100%.
إن رواية "04#" مشوقة بأسلوب كتابة بسيط، تسلط الضوء على مجموعة من المشاكل الاجتماعية، وتعود لتحليلها من زاوية مخالفة لما عهدناه. تسائلنا عن تلك الصورة النمطية للأحياء المهمشة حيث تكثر الجريمة (والتي قد تكون صحيحة) وتدعونا لأخذ البعض من وقتنا من أجل التمعن والتجرد من كل تلك الأحكام والإنصات لغيرنا. كما تناجينا بثلة من الحوادث والوقائع تحكيها جدران مستشفى وحيد بمنطقة آهلة بالسكان. وبين السطور، تطرح مكانة الفن والإبداع في المجتمع للجدل؛ إن كان حكرا على طبقة دون أخرى أو على منطقة دون أخرى. والكل في قالب درامي لا يخلو من التشويق، تتطور فيه مكونات القصة بشكل مفاجئ و غير مألوف.
في بلد يعاني من تراجع نسبة المقروئية في المغرب، خاصة لدى الشباب، كيف غامرتم بدخول عالم الكتابة والنشر؟
علاقتي بالكتاب ليست وليدة اليوم! كنت استمتع بعطلتي الصيفية وأنا اشتغل بمكتبة الحي - عصفوران بحجر وحيد- أوفر كل ما أحتاج إليه من مال وأستفيد مجانا من مئات الكتب. أحسست بنعيم لا يعلو عليه شيء. حتى أدركت أنه بإمكاني أن أحصل على شعور أفضل، بجعل الناس يقرأون أكثر وأكثر، خاصة الشباب منهم، فجعلت منها مهمتي الرئيسية.
بدأت المغامرة بمبادرة "أقرا كتابي"، حيث بمساعدة فريق العمل كنا نسهر على توفير مكتبات في المستشفيات، المقاهي، المدارس ووسائل النقل بشكل مجاني ومفتوح للجميع. إلا أنه بعد العديد من التجارب، اتضح أن توفير الكتب بشكل مجاني لم (ولن) يكن كافيا. فأدركنا من خلال عدد من المحادثات أن ما تعالجه الكتب كان بعيدا كل البعد عن ما يعيشه المتلقي، فلا يجد نفسه فيها.
لذا كانت رواية "04#" وسيلتي الثانية لتجاوز هذه المعضلة. علينا أن نكف عن لعب دور الضحية، وأن نبادر إلى تحليل العوائق والإتيان بالحلول (هنا يظهر جانبي العلمي).
خضتم تجربة جديدة في عملية توزيع الكتب، حدثنا عن تفاصيلها وكيف هي النتائج الأولية؟
اشتغالي بمجال التسويق الرقمي يضعني في مواجهة يومية مع ما يحتاجه الزبون والقراء هم أيضا بين الزبناء. لذا كان علي أن أقدم لهم تجربة زبون لائقة تعيد إليهم تعلقهم بالكتب. بين إمكانية طلب الرواية على الموقع الإلكتروني، تتبع مراحل إعداد الطلب على منصات التواصل الاجتماعي، التعرف على كل أعضاء فريق التوزيع والتسويق (ينتمون لمنطقة "04#")، جعلت المتلقي يتحمس لقراءة الرواية، كأنها ولدت بين أحضان عائلته. لهذا قمنا بتوصيل الرواية إلى منازل المشترين بشكل غير منتظر، وفق حملة تسويق رقمية على مواقع التواصل الإجتماعي. كما نوفر إمكانية طلب الكتاب عبر الموقع الالكتروني: www.attaaboy.ma.
مقالات ذات صلة
نمط الحياة
مجتمع
نمط الحياة