مجتمع
ماذا سيتغير بعد ضبط مقاييس المواد الموجودة في السجائر؟
08/09/2021 - 08:44
حليمة عامرسيسرع المغرب على غرار بقية دول العالم، بتحديد نسب مقاييس المواد الكيماوية التي تتدخل في تصنيع التبغ، منها القطران والنيكوتين وأول أوكسيد الكاربون في السجائر. وهي تعد ثاني خطوة للمغرب في مجال محاربة الإدمان، بعدما سبق وتم المصادقة على القانون رقم 15-91 الذي يمنع الإشهار والترويج للتبغ في بعض الأماكن. كما سبق وطالبت بذلك الهيئات التي كانت تدعوا إلى الإقلاع عن السجائر، حيث ينتظر أن يكون لهذا القرار تأثير على العادات الاستهلاكية للمغاربة.
ويضمن مشروع المرسوم رقم 2.21.235، تحديد النسب القصوى للقطران والنيكوتين وأول أكسيد الكربون في السجائر، وذلك تطبيقا للمادة 25 من القانون رقم 46.02 المتعلق بنظام التبغ الخام والمصنع، للتنصيص على إلزامية الإشارة على كل علبة للتبغ المصنع، بالإضافة للبيانات المتعلقة بنسب القطران والنيكوتين، لنسبة أول أكسيد الكاربون، وذلك بهدف مطابقة التشريعات الوطنية مع المعايير الدولية من حيث الحدود القصوى للمواد الكيميائية المذكورة.
نقطة التحول
كشف عبد السلام الكرومبي، رئيس الجمعية المغربية لمحاربة التدخين والمخدرات، ونائب الائتلاف الوطني لمحاربة المخدرات، أن مختلف الهيئات المهتمة بهذا المجال كانت تطالب، مند سنوات، بإخراج هذا المرسوم إلى حيز الوجود، نظرا لتجاوز مقاييس نسب المواد التي توجد بالسجائر للمعايير الموصى بها.
وأوضح المتحدث ذاته أنه سبق للجمعية المغربية لمحاربة المخدرات أن أنجزت مع فريق من الباحثين في كلية العلوم بمكناس بحثا لتحليل مكونات السجائر داخل المختبر حول هذه المقاييس، وتبين أن المقاييس المحددة على علبة السجائر هي أكبر بكثير من الجرعات الموجودة في السجائر، حيث لا تحترم هذه الشركات المعايير الموصى بها دوليا.
وأبرز أن هذه المواد الكيماوية الموجودة في التبغ، لها تأثير سلبي على سلوكيات الشخص المدخن داخل المجتمع، باعتبار أنه من أبعاد الإدمان، البعد النفسي لارتباط الشخص بالمادة المخدرة وبكل ما هو استهلاكي.
وشرح المتحدث ذاته أن الجرعات الزائدة لهذه المواد، خاصة النيكوتين، تجعل المستهلك أكثر ارتباطا بالسجائر، مما يسبب له إدمانا قويا ويصعب عليه الإقلاع عن تناول هذه لمادة.
وبخصوص المعايير التي ينبغي اعتمادها في صناعة السجائر، أوضح الكرومبي أن علبة السجائر تحدد 0,8 مليغرام للنيكوتين و12 مليغرام بالنسبة للقطران و2,1 مليغرام بالنسبة للأول أكسيد الكربون، غير أن هذه النسب الموضوعة على العلب ليست هي الكمية التي توجد في السجائر، حيث تعمد الشركات إلى مضاعفة هذه النسب، مما يعزز الإدمان.
مخاطر التدخين
عند تطبيق هذا المرسوم سيتم مراقبة مدى التزام الشركات المصنعة للسجائر بمقاييس استعمال القطران والنيكوتين وثاني أوكسيد الكربون، على شاكلة ما يتم بالدول الأوروبية، التي تعتمد أقل من هذه المواد في السجائر.
وكشف الدكتور ابراهيم عماري، الاختصاصي في الإدمان بمركز طب الإدمان بسلا، أن مادة القطران تعد من أخطر المواد السامة المكونة للسجائر، والمؤدية للإدمان، حيث تتسرب هذه المادة مباشرة نحو الأعضاء الرئيسية لجسم الإنسان خلال ثوان من إشعال السيجارة.
وأبرز الطبيب أن هذه المادة المؤدية إلى الإدمان على السجائر، تعد من بين المسببات الأساسية لسرطان الرئة، وسرطان الفم وسرطان البنكرياس.
مقالات ذات صلة
اقتصاد
سياسة
مجتمع