نمط الحياة
متابعة المشاهير بين الإعجاب والهوس
03/11/2020 - 10:45
نضال الراضيالمعجبون المهووسون قد يصلون إلى حد يجدون فيه أنفسهم غارقين في تفاصيل حياة المشاهير، سواء اليومية، الفنية وحتى الخاصة ما يجعلهم مرتبطين بهم عاطفيا، بل وقد تصبح حياة النجم شغلهم الشاغل . وتأخذ حيزا مهما من اهتماماتهم اليومية .
"جيوش إنستغرام" يديرها المعجبون
للتعرف أكثر على"فانز" النجوم وكيف ينشطون على مواقع التواصل، تابع "SNRTnews" مجموعة من الحسابات "الإنستغرامية" "والفيسبوكية"، خاصة "بفانز" نجوم مغاربة، بعضها تسمى بـ"جيش" يليه اسم الفنان، ولاحظنا أن هذه الصفحات تقوم بالنشر والتفاعل، على مدار اليوم الكامل، ويمكنك أن تستنتج من خلال متابعة هذه الصفحات لبضع أيام أن من يديرها من "فانز" النجوم ليس لهم أي اهتمامات ثانية سوى نجمهم المفضل.
وقد تتحول الصفحة إلى ساحة معركة، بين جيوش النجوم في حال حصل خلاف بين نجمهم ونجم أخر فتجدهم لا يترددون في جهر أسحلتهم الافتراضية في وجه كل من حاول الإساءة لنجمهم المحبوب.
تقول" ر.ب"، إحدى معجبات الفنان المغربي سعد المجرد من تونس "بدأت قصة إعجابي بسعد مند أن كنت في السابعة عشرة من عمري. كان وقتها قد أصدر أغنيته الشهيرة 'انتي'. أظن أنني أعجبت بـ'البروباغاندا' التي أحدثت حول سعد أكثر من إعجابي بالأغنية، بعدها. أتذكر أنني أنشئت صفحة على 'فايسبوك'، تحمل اسم 'فانز سعد المجرد تونس'. كنت أنشر فيها كل ما يتعلق بجديده الفني وحتى الشخصي. وكنت أحارب كل من يتطاول عليه أو حتى ينتقد أحد أعماله الفنية، بعدها ومع توالي نجاحاته عربيا، ازداد إعجابي به، بل بدأ يتحول إلى تعلق. لاحظته عندما بدأت أهدر الكثير من الوقت وأنا أتابع أخباره".
وتضيف "ر.ب": "بدأت أتراجع دراسيا، حاولت أن أتخلص من هذا التعلق لكن دون جدوى".
وعند سؤالها عما إذا كان لقاؤها به سيقلل من هذا التعلق أجابت "ر.ب": "بالعكس أخاف أن التقيت بسعد أن يزداد تعلقي به".
رأي الأخصائي النفسي
المعالجة النفسية والمدربة المحترفة في تطوير القدرات زبيدة بن مامون تعتبر أن "الهوس في حد ذاته اضطراب، لأن الشخص يكون في حالة إثارة غير طبيعية وغير متوازنة. ويمكننا أن نفرق بين الهوس والإعجاب هو عندما يتجاوز الأمر حالة الإعجاب والتتبع إلى حالة من التعلق الغير الطبيعي بالشيء أو الشخص. وعندما يصل الأمر إلى إيذاء شخص آخر، ولو لفظيا، لحماية الشخص المتعلق به من كل ما يؤذيه، الشيء الذي يؤدي إلى اضطرابات نفسية .
مواقع التواصل ..الشهرة للجميع
تضيف الأخصائية بن مامون: "النجومية بالأمس كانت تبنى على عدة معايير، فقد كان النجم قبل أن يعتلي سلم الشهرة يمر بالعديد من الاختبارات الصعبة، ويتم اختيارهم بعناية فائقة وكان يتم تهيئ النجم بشكل محترف لكي يصبح قدوة لمتتبعيه. مقارنة مع الوقت الحالي الذي أصبحت إمكانية الشهرة والنجومية متاحة للكل، مع انعدام معايير الاختيار وبدل المجهود لتحقيق النجومية، ويرجع سبب ذلك لمواقع التواصل الاجتماعي التي أتاحت الشهرة للجميع، فقد نجد شخصا 'مشهورا' لا يقدم محتوى جيدا فقط لأنه يمتلك عددا كبيرا من 'الفلورز' ونجد أن العديد من الشباب يتابعونه بل ويقلدونه".
هل يعاني المهووسون ومعجبون النجوم من الفراغ؟
تعتبر بن مامون أنه "ليس بالضرورة أن يكون هؤلاء الأشخاص يعانون من فراغ، فقد نجد من بينهم من لديه عمل أو دراسة، وعائلة وأطفال، ولكن تتبع شخص معين 'مشهور' يؤدي بهم، في الغالب، إلى ترك أولوياتهم في الحياة، سواء تعلق الأمر بدراسة، أو عمل، أو زوج أو زوجة ، وإعطاء الأولوية لنجمهم المفضل. ومنهم من انكسرت علاقتهم بمقربيهم بسبب الهوس، لعدم قدرتهم على خلق توازن بين اهتماماتهم الأولية وبين إعجابهم بنجم معين"، تؤكد الأخصائية.
عواقب وخيمة للهوس
مشكلة الهوس الأساسية تحددها بن مامون "في كون متتبع النجم أو المشهور يكتفي بالمتابعة والتفرج، وتتكون لديه قناعة أن حياة المشهور مثالية وبدون مشاكل، وبأنه لا يمكن له الوصول إلى النجم، أو حتى الحصول على حياة مشابهة له. ويؤدي التتبع الدائم للنجم إلى السقوط في فخ المقارنة، وبالتالي الانعدام الكلي للثقة في النفس، ما قد يؤدي إلى اضطرابات نفسية حقيقة".
وفيهذا الصدد قدمت بن مامون نصيحة للآباء بقولها: "يجب على الآباء أن يراقبوا جيدا من يتابع أبنائهم خاصة على مواقع التواصل، وعليهم أن يشرحوا لهم جيدا متى يكون 'النجم' أو 'المشهور' جدير بالمتابعة والاهتمام، ولكن ليس إلى حد التعلق".ذ
وأضافت: "على الآباء أن يكونوا قدوة لأبنائهم في إعجابهم بالمشاهير، فهم يراقبون تصرفات أبائهم ويحاولون تقليدهم، وهنا شددت "بن مامون" على الانتباه للمحتوى الذي يتابعه بعض الآباء على موقع " اليوتيويب " وأكدت عليهم أن لا يتابعوا المحتويات الرديئة أمام أبنائهم.
مقالات ذات صلة
تكنولوجيا