رياضة
ملعب محمد الخامس.. ميدان الأساطير
21/04/2021 - 23:36
يونس الخراشيوبينما كان طائر جارح يستعد للطيران، ثم راح ظله يكبر وهو يعلو بحثا عن نورس غير بعيد على سقف المنصة، ثم تقلص إلى أن صار أشبه بشعرة، بدا العشب وضاء. سألت بسيم:"ألم يكن ممكنا تغطية الأرضية لبعض الوقت؟"، قال لي، وهو يعيد تثبيت كمامته: "كلا، لم يكن ذلك جيدا. فالعشب يحتاج إلى الهواء، وأي تغطية في غير محلها، قد تودي به". ثم تركنا، وانصرف في اتجاه مقر الإدارة.
في ذلك الاتجاه بالذات، توجد مرافق كثيرة أخرى، يحتضنها الملعب، دون أن تبرز أثناء المباريات التي تنقل على شاشات التلفزيون. فهناك مركز استقبال يتكون من 28 غرفة، فضلا عن مطعم، بمطبخه، ومصبنة. وهناك أيضا مقرات لعدة جامعات رياضية (مثل الريكبي، والملاكمة، والشطرنج، والجيدو، والبادمنتون، والسباحة، والتاي جيتسو، وغيرها)، بالإضافة إلى مقرات لجمعيات رياضية (مثل جمعية تنمية ورياضة، جمعية درب غلف، وجمعية ماراثون الدار البيضاء، وغيرها). وعدا القاعة المغطاة، فهناك مسبح أولمبي، يتكون من 8 ممرات.
مسؤول بالملعب قال لنا إن عملية الإصلاح التي شاهدنا جزءا منها، في بعض جنباته، وأسفل المضافات، وعلى العشب، ستتواصل، وستهم المرافق الخاصة، مثل المسبح، والإقامة، وغيرها. وأوضح لنا، في حديثنا معه، بأن العملية تدخل في إطار الإصلاح الشامل، الذي انطلق منذ سنوات، بغلاف مالي يقدر ب21 مليار سنتيم، بمساهمة من جماعة الدار البيضاء ومديرية الجماعات المحلية، التابعة لوزارة الداخلية، ووزارة الشباب والرياضة، وجامعة كرة القدم، فضلا عن جهة الدار البيضاء سطات، وهمَّ تثبيت الكراسي، وتوسيع المنصة الرسمية، وإصلاح المستودعات، وتجهيز الشاشات الإلكترونية، وإقامة السياج المحيط بالملعب، وإنشاء الأبواب الالكترونية، وكذا تجديد الإنارة وتقويتها.
عندما كنا نغادر الملعب، تحت وابل من أشعة الشمس، وهو خال إلا من أساطيره الكثيرة، سيما تلك التي صنعتها جماهير المنتخب الوطني لكرة القدم، وفريقي الوداد والرجاء، بدا لنا "بروفايل" المنصة المغطاة أشبه بـ"فك تسماح" يستعد للقضم، بل للقصم، ومن ثم للالتهام.
ولطالما اعتبرت جماهير الدار البيضاء، بل والجماهير عبر المغرب كله، ملعب مركب محمد الخامس، "ملعب الرعب"، بفعل الهالة التي يتمتع بها، والهيبة التي يملكها. وقد شاع الوصف في إفريقيا على وجه الخصوص، وتأكد في العقد الأخير، بفعل المباريات التاريخية التي جرت على أرضيته.
ملعب مركب محمد الخامس ليس مجرد مكان يحتضن منافسات رياضية. إنه مغامرة معمارية وحضارية تتفاعل مع محيطها كل يوم. هو معلمة من معالم الدار البيضاء والمغرب.
(انتهى)
مقالات ذات صلة
رياضة
رياضة
رياضة