نمط الحياة
هكذا يجذب "المؤثرون" الإعلانات
15/02/2021 - 16:02
نضال الراضيسفر، استثمار في منتوجات باهظة الثمن، تصوير المطاعم والفنادق، هذه هي أبرز خطط "البلوغرز"، لجلب مغناطيس الشركات المعلنة نحو حساباتهم.
مزيج تسويقي
تقول جيهان مديني، مسؤولة عن التواصل الرقمي، إن العلاقة التي تربط بين "المؤثر"، والمعلن تقوم على المزيج التسويقي أو ما يعرف بـ"Marketing mix"، والذي يقوم على مجموعة من العمليات تستهدف من خلالها الإدارة التسويقية رغبات المستهلكين.
وأوضحت المتحدثة ذاتها، في حديث مع "SNRTnews"، أن الشركات أصبحت لا تستغني عن خدمات المؤثرين، حتى وإن كان المحتوى الإعلاني الخاص بها، سيمر عبر التلفاز أو الراديو وباقي الوسائل التقليدية، حيث يعتبرون أن الشراكة مع المؤثرين تمثل المزيج التسويقي المثالي في العصر الرقمي، مشيرة إلى أن الشركات، ومن خلال الخطة التسويقية لمنتجاتهم، يعتبرون الشراكة مع "المؤثرين" استراتيجية وليست مجرد حملة اعلانية واحدة.
ويعتمد التسويق، عبر "البلوغرز"، على سلسلة من الحملات الاعلانية، حيث قد يتم الترويج لنفس المنتج لمرات عديدة على مدار الأسبوع أو الشهر، وهو ما سيحقق للمعلنين نتائج أفضل من الاعتماد على حملة إعلانية وحيدة، يتم تكرارها بنفس الوجوه، الألوان، الموسيقى والنص التسويقي، في حين أن تنفيذها كاستراتيجية باستعمال الديجيتال سيحقق أرباحا أكثر، حسب المتحدثة.
استراتيجية "المؤثر"
اعتماد الخطط التسويقية ليس حكرا على الشركات المعلنة فقط، بل يقوم المؤثرون بدورهم بالتخطيط، من خلال وضع استراتيجيات مدروسة، لجلب أكبر عدد من الإعلانات.
بهذا الخصوص، تقول "إكرام"، صانعة محتوى على منصة "إنستغرام"، أنها اعتمدت على مجموعة من العناصر منذ دخولها العالم "الإنستغرامي"، لجلب المعلنين؛ أبرزها الابتكار، مؤكدة أنها خططت ليكون المحتوى الخاص بها أكثر إبداعا لينال إعجاب "الفلورز" أولا ثم المعلنين.
وأضافت: "عندما قررت إنشاء حساب على 'إنستغرام' سنة 2016، خاص بمشاركة منشورات مرتبطة بنمط الحياة، اعتمدت مجموعة من العناصر لكي أنجح في التعامل مع المستشهرين، حيث كنت أقوم بالاستثمار في شراء منتوجات لماركات عالمية متنوعة، ثم أنصح المتابعين باقتنائها، بعد أن أشارك تجربتي الخاصة ورأيي في المنتج الذي ليس بالضرورة أن يكون إيجابيا"، توضح "إكرام".
كما كشفت المتحدثة أنها اعتمدت على خاصية الـ"Sponsoring"، أو الدفع من أجل الترويج لحسابها على منصات التواصل الاجتماعي، ليشاهده أكبر عدد من المستخدمين، من بينهم المعلنون وأصحاب الماركات العالمية.
بهذا الخصوص، أوضحت جيهان مديني أن "المؤثرين" يقومون برسم خطوط توجهات على شبكات التواصل الاجتماعي، وهي "ترندز"، يستطيعون من خلالها جمع أعداد مهمة من “الفلورز"، وذلك بمشاركة تقييمات لمنتجات يشترونها ولكن يظهرونها بشكل إعلان، أو أماكن يزورونها كالمطاعم والفنادق مع الإشارة إلى اسم المكان.
وكشفت المتحدثة ذاتها أن معظم المعلنين الذين يتواصلون مع "المؤثر" من أجل الإعلان يكونون غالبا من جهة منافسة للمنتوج الذي روج له "المؤثر" عمدا، لكي يستقطب المستشهرين، خاصة إذا كان هذا الأخير يمتلك عددا مهما من المتابعين.
وعن كيفية الترويج للمنتجات لجلب المعلنين، تقول "ياسمينة"، "مؤثرة"، أن الترويج للمنتوجات يتم عبر العديد من الأساليب، من ضمنها أن يكون "المؤثر" قد جرب المنتج ويثق به، ون يحضر ديكورا مناسبا للترويج للإعلانات، وأن يكون "المؤثر" قد سبق واكتسب المصداقية، وأن يخصص المساحة والوقت الكافي للحديث عن المنتج.
وجوابا عن سؤال حول إن كان الاتفاق يتم بين الشركات و"المؤثرين"، من أجل استراتيجية التسويق، أجابت "ياسمينة" أنه في حال كان الإعلان مدفوعا أو عبارة عن شراكة، فيتم عقد جلسات عديدة مع مسؤولي الإعلان بالشركات المعلنة و"المؤثر"، خاصة إذا كانت الماركة المعلنة ذات صيت عالمي، حيث يتم الاتفاق حول كيفية التسويق، عبر خاصية "الستوري"، أو "البوست"، أو هما معا. وكذلك يتم الحديث عن الساعات التي سيخصصها "المؤثر" في الحديث عن المنتج، بالإضافة إلى الصور والفيديوهات وكل ما يتعلق بالـ"ميديا"، أثناء الترويج.
وعن الأرباح التي يجنيها "المؤثرون" من هذه الشراكات، أجابت "ياسمينة" أن الأمر يعتمد على أعداد المتابعين التي يمتلكها "المؤثر"، بالإضافة إلى عدد مشاهدات الفيديوهات والصور التي يشاركها على منصة "إنستغرام"، وكذلك الشركة. فكلما كانت ذات صيت عالمي، كلما ازدادت حظوظ المؤثر في جني ربح مهم.
كما أشارت "ياسمينة" إلى أن مقابل الترويج للإعلانات عبر "إنستغرام" قد يتراوح بين 2000 و40.000 درهم وربما أكثر، حسب شهرة "المؤثر" والعلامة التجارية.
مخاطر
بالرغم من الاستفادة المشتركة بين المعلنين و"المؤثرين" إلا أن هذه الشراكة قد تصاحبها بعض المخاطر التي قد تضر كلا الطرفين في حال لم يتم توضيح مجموعة من الالتزامات منذ الأول، كما أكدت جيهان مديني أن أي تصرف عشوائي يصدر من “المؤثر" قد ينعكس سلبا على سمعة الشركة.
كما يمكن لـ"المؤثر"، في حال لم يكن على دراية بجميع المعلومات حول الشركة وسلعها، أن يضر بسمعته في حال مثلا تم التسويق لمنتوج يتعارض مع ما ألفه المجتمع، أو أن يكون سعر المنتج جد مرتفع مقارنة مع نظيره في الأسواق.
وكشفت المتحدثة ذاتها أن هناك حالات تم فيها إلغاء شراكات تسويقية بين معلنين و"مؤثرين" بسبب تورط أحد الطرفين في تصريحات متناقضة.
كما أشارت جيهان مديني أن القوانين بالولايات المتحدة الأمريكية تجبر المؤثرين على التصريح بالمبالغ التي يتقاضونها مقابل التسويق لمنتوجات الشركات، كما يتعين عليهم الإشارة إلى أن المحتوى الذي يعلنون عنه هو برعاية "اسم الشركة"، بينما هناك اتفاق اختياري، ودي تم توقيعه ببريطانيا، يلتزم من خلاله المؤثرون باحترام قوانين حماية المستهلك المتعارف عليها.
مقالات ذات صلة
نمط الحياة
تكنولوجيا