سياسة
هكذا ينظر الرئيس الأمريكي المنتخب للمغرب
08/11/2020 - 07:32
مهدي حبشيوضعت "حرب" الصناديق الانتخابية أوزارها أخيراً في الولايات المتحدة الأمريكية، ولأول مرة منذ عام 1993، يفشل الرئيس الأمريكي في انتزاع ولاية ثانية، بحيث يعد جورج بوش "الأب"، آخر رئيس بولاية واحدة قبل دونالد ترامب.
وسيتسلم الديمقراطي جوزيف روبينيت بايدن مفاتيح البيت الأبيض ابتداءً من 20 يناير المقبل، وسيصير بذلك الرجل الأول في بلاد العم سام، حدث لا يمكن إلا اعتباره ساراً بالنسبة للسياق المغربي، بالنظر لما ساقه الرجل من ثناء على شراكة بلاده الاستراتيجية مع المغرب، وذلك منذ كان رديفاً لباراك أوباما قبل ستة أعوام.
زيارة بايدن لمدينة مراكش عام 2014، أتت في سياق تنظيم المغرب للمؤتمر العالمي للمقاولات، الذي يعد أكبر تظاهرة لرجال الأعمال في العالم، تنظمها الحكومة الأمريكية سنوياً منذ عام 2010، وقد كان المغرب أول بلدٍ إفريقي على الإطلاق يستضيف المؤتمر، قبل أن تستضيفه كينيا عاماً بعد ذلك.
نائب الرئيس باراك أوباما آنذاك، جو بايدن، حضر المؤتمر ولم يلجأ لأنصاف الكلمات لدى استعراضه لنظرته للمغرب، فقد وصفه "بالصديق القديم"، محيلاً على كون المملكة أول دولة تعترف بالولايات المتحدة الأمريكية أمة مستقلة عن التاج البريطاني. إلا أن البراغماتية الأمريكية تفرض بالضرورة أن تكون "الصداقة" متمحورة حول المستقبل لا الماضي، وهو ما لم يفوت بايدن التطرق له، فهو يرى المغرب "بوابة إفريقيا" اقتصادياً، ما يبرر اختياره من بين 50 دولة إفريقية لاستضافة المؤتمر آنذاك.
وإذا كان ولوج السوق الأمريكية بالنسبة للمنتجات الاقتصادية الأجنبية في غير متناول الجميع، فإن بايدن لم يخفِ اعتزازه باتفاق التبادل الحر الذي يربط الولايات المتحدة الأمريكية بالمغرب، وتكفي الإشارة إلى أن المملكة واحدة من 20 دولة في العالم فحسب تحظى بتلك "المعاملة الاقتصادية الخاصة" من لدن أكبر اقتصاد في العالم.
العلاقات الاقتصادية ليست مصدر إعجاب بايدن الوحيد بالمغرب، فهو يراه أيضاً من رواد الطاقات النظيفة على مستوى منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ولهذه النقطة تحديداً أهمية بالغة في خارطة الرئيس الأمريكي الجديد السياسية، على اعتبار أنها من العناصر التي حسمت نصره الانتخابي على دونالد ترامب، من خلال وعده بإرجاع أمريكا لمصاف الدول المساندة للبيئة، والتوقيع مجدداً على "اتفاقية باريس" التي انسحب منها الرئيس الجمهوري المنتهية ولايته.
"المغرب اليوم، يبرز كنموذج للإصلاح السياسي التدريجي، ومثال للاعتدال في زمن الاضطرابات التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا"، يقول الرئيس الأمريكي الجديد المولود عام 1942، في مدينة "سكرانتون" بولاية بنسلفانيا، التي فرشت له، للصدفة، البساط الأحمر نحو كرسي الرئاسة، حين حسمت فوزه بالانتخابات.
بايدن سيكون، بحسب صحيفة "نيويورك تايمز" واسعة الانتشار في الولايات المتحدة، أكبر الرؤساء سناً في تاريخ الولايات المتحدة، بسن 78 سنة، واصفة إياه بالرجل الذي "يسعى لأن يكون يداً ثابتة ومتمرسة في عالم غير مستقر وخطير".
مقالات ذات صلة
عالم
عالم