نمط الحياة
إضراب هوليوود.. هل يخفت بريق أضواء الشهرة؟
05/09/2023 - 16:15
وكالة المغرب العربي للأنباءالانتقادات توالت، بعد أن أقدمت شركة "إن بي سي يونيفرسال" على تقليم أشجار محاذية لاستوديوهاتها، حيث يتجمهر النقابيون المحتجون. البعض تحدث عن "مؤامرة" لمنعهم من الاستظلال بفيء هذه الأشجار، في أيام الصيف اللافحة والتخلي عن حمل اللافتات والهتاف على الأرصفة المحاذية لمقرات شركات الاستوديوهات في لوس أنجليس.
وبلغ الأمر إلى أن تلقت الشركة غرامة مالية من مجلس مقاطعة المدينة، لقيامها بهذه الخطوة التي اعتبرها العديدون تصعيدية وتتحدى مطالب نقابات كتاب الإنتاجات السينمائية والتلفزيونية.
فجوة الأجور وزحف الذكاء الاصطناعي.. جذوة الفتيل
الحركة الاحتجاجية بدأت عندما أضرب 11500 عضو في نقابة الكتاب الأمريكية في شهر ماي 2023. وفي الربع الثاني وحده، انخفض النشاط بنسبة 28.8 في المائة عن العام السابق، وذلك وفق إحصائيات مكتب السينما في لوس أنجلوس.
نطاق الإضراب اتسع بعد ذلك، إثر انضمام نقابة ممثلي الشاشة- اتحاد فناني التلفزيون والإذاعة الأمريكيين إلى الحركة الاحتجاجية، للمرة الأولى منذ عام 1980، وذلك بعد إخفاقها في التوصل إلى اتفاق عمل جديد مع كبرى الاستوديوهات.
هذا الإضراب الذي تخوضه أكبر نقابة مهنية في هوليوود، والتي ينضوي تحت لوائها ما مجموعه 160 ألف عضو، يتسبب في شلل صناعتي السينما والتلفزيون، بفعل توقف جميع الإنتاجات، والتي توقف العديد منها خلال إضراب كتاب السيناريو.
تتمثل نقطة الخلاف الرئيسية في مقدار ما سيكسبه الممثلون لدى تقديم برامجهم وأفلامهم بواسطة خدمات البث. كما أدى صعود "نتفليكس" وغيرها من شركات البث المباشر إلى تغيير الممارسات التجارية التي دامت لعقود، مما ساءل مدى نجاعة النموذج الهوليوودي الحالي.
و بدأت آمال هوليوود في أن ينتهي صيف الإضرابات بحلول عيد العمال، تتبخر أخيرا، إذ فشلت المحادثات الجارية بين النقابات والاستوديوهات في تحقيق تقدم ملموس.
فقد رفضت نقابة الكتاب الأمريكية اقتراحا تقدمت به الشركات. الاتفاق تضمن زيادة التعويضات، من بين عروض أخرى. بيد أن النقابة رفضته، واوصفة إياه بـ"أنصاف التدابير"، وغير كاف لرأب الفجوة التي دفعت 11500 كاتب إلى الإضراب عن العمل لمدة أربعة أشهر.
"باربنهايمر".. شجرة لم تخف أجمة المشاكل
لم تتمكن ما يسميها المتتبعون ب"حمى باربنهايمر"، نسبة إلى شريطي "باربي" و"أوبنهايمر" اللذين أنعشا التنافس على صدارة شباك التذاكر في الولايات المتحدة طيلة الصيف، من إخماد جذوة الأزمة التي تعصف بقطاع السينما الأمريكية.
إذ، وبرأي المحللين، إذا تم استثناء إجمالي إيرادات "Barbenheimer" العالمية المجمعة، التي تزيد عن 2,13 مليار دولار، فسنجد أن شباك التذاكر الصيفي عبارة عن عرض رعب لم تمح معالمه حمى اللون الوردي الذي اجتاحت الملابس والأكسسوارات طيلة أيام الصيف.
فالإضراب المتواصل في هوليوود، وللشهر الرابع على التوالي، يلقي كذلك بظلاله على نتائج تقرير الوظائف للمرة الأولى خلال غشت الماضي، وفق ما أوردته وسائل إعلام أمريكية، مبرزة تراجع التوظيف في صناعات الصور المتحركة والتسجيلات الصوتية بحوالي 17 ألف وظيفة.
ونقلا عن البيانات الصادرة عن مكتب إحصاءات العمل، فقد تراجعت صناعة الصور المتحركة والتسجيلات الصوتية بواقع 16 ألف و800 وظيفة في غشت.
على مدى السنوات الأخيرة، تضررت أبراج هوليوود العاجية جراء سلسلة أزمات عصفت بعالم براق أخفى ملامح مظلمة، بعد أن عصفت حركة "مي تو" بأساطير هوليوود.
كما أن الصناعة السينمائية لم تسلم من تبعات الأزمة الصحية، التي أضرت بها كثيرا. ومع انتهاء الجائحة وبدء مسار التعافي. يأتي الإضراب ليقصم ظهر صناعة عولت كثيرا على دعم جمهور من كافة بقاع الأرض.
بريق هوليوود.. The show must go on
على ممشى الشهرة الأسطوري "Walk of Fame" في مدينة التلال، لوس أنجليس، تتعاقب أفواج السياح على محلات الهدايا التذكارية. لكل منهم ذكرى تربطه بعالم هوليوود البراق. فيلم سينمائي طبع ذاكرته منذ الطفولة أو المراهقة، أو نجم من نجوم السينما طالما قام بتجميع صورهم من مجلات المشاهير.
يصطف بعض السياح أمام نجوم ترصع أرضية الممشى، وعليها اسم أحد المشاهير، من أجل التقاط صورة تذكارية. بعض النجوم تمتلك طابور انتظار من أجل تخليد الذكرى، فيما يمر السياح على بعض النجوم-الأسماء مرور الكرام.
نجمة "سيلفستر ستالون" تختفي تحت وطأة حاجز أشغال بناء في المبنى المحاذي، فلا يتمكن عشاق النجم الهوليوودي من التقاط صورة تذكارية. ربما تعبر عن عدم رضاها عن حال هوليوود بطريقتها الخاصة.
المنتجون حريصون على استئناف الإنتاج. كما أن المسؤولين التنفيذيين يشعرون بالقلق من تبعات كارثية يمكن أن يتسبب فيها استمرار الإضرابات لفترة أطول: الموسم التلفزيوني بأكمله وإصدارات الأفلام في الصيف المقبل، جميعها مهددة.
ويؤكد المتتبعون للشأن الهوليوودي ضرورة التوصل إلى حل لمعضلة الإضرابات بحلول شهر أكتوبر 2023. كما أن أصحاب شركات الصناعة الترفيهية يتعرضون، من جانبهم، لضغوط متزايدة تكتسي طابعا سياسيا.
فقد وجهت فيونا ما، المسؤولة عن خزينة ولاية كاليفورنيا، هذا الأسبوع، رسائل شديدة اللهجة إلى قادة شركة الاستوديوهات، بما في ذلك الرئيس التنفيذي لشركة "ديزني"، بوب إيغر، وبريان روبرتس، رئيس مجلس إدارة شركة "كومكاست"، التي تمتلك "إن بي سي يونيفرسال".
"إن فشلك في التوصل إلى اتفاق يهدد قدرة الصناعة على ضمان النظر إلى الكتابة والتمثيل والمناصب الأخرى على أنها وظائف مستدامة في كاليفورنيا"، هكذا خاطبت المسؤولة الديمقراطية إيغر وروبرتس.
بدورها، عرضت عمدة لوس أنجليس، كارين باس، المساعدة في تسهيل الحوار: "أنا على أتم الاستعداد لدعوة الأشخاص إلى الاجتماع إذا كان ذلك مناسبا ومتى كان ذلك مناسبا".
وفي انتظار مرور سحابة ، يتعين على هوليوود أن تجد السيناريو المناسب، للخروج من أزمة تعصف بصناعة ترفيه عالمية صنعت، على مدى عقود، بهجة جمهور شغوف في كافة أنحاء العالم
مقالات ذات صلة
عالم
نمط الحياة
نمط الحياة
نمط الحياة