سياسة
ساعات عصيبة قبل استقالة قيادة العدالة والتنمية
09/09/2021 - 23:52
يونس أباعليكان مقر الحزب، وحتى محيطه، أكثر حركية قبل إعلان النتائج، من المساء إلى وقت متأخر من ليلة الأربعاء الخميس، ممتلئا بالصحافيين والإعلاميين، مغاربة وأجانب، وعاملات تنظيف ومكلفين بالمطبخ، وحُراسا مكلفين بسعد الدين العثماني يراقبون كل شيء، وحتى الفضول جرّ مواطنين إلى المكان لمعرفة من الفائز وما الذي يحدث.
الأجواء نفسها تقريبا كانت في فيلا مجاورة للمقر الرئيسي، تابعة للحزب، كانت تحتضن خلية مكلفة بتلقي نتائج الانتخابات، تحت إشراف عبد الله بوانو، باعتباره كان مدير الحملة الانتخابية للحزب، حيث كان يتردد عليهم لمعرفة آخر النتائج.
انقلب كل شيء
اليوم الخميس كان الجو المخيم على المقر من الصباح إلى المساء مغايرا تماما؛ بعد إعلان النتائج. دخوله كان ممنوعا إلا لأعضاء الأمانة العامة، حتى المستخدمون ومن ألفوا العمل داخله لم يُسمح لهم بالبقاء. حراس العثماني في سيارتهم أمام الباب الرئيسي، وبضعة صحافيين لا أحد أعطاهم أي معلومة واضحة حول ما إذا كان الحزب سيعقد ندوة أم سيكتفي بإصدار بلاغ.
كانت تقاسيم وجوه أغلب أعضاء أمانة الحزب الوافدين على المقر تُعبر عن استياء عميق من النتائج التي أعلنت في الساعة الثانية والنصف ليلا. متجهمة أو واجمة أو صامتة وأخرى رمت بابتسامات خاطفة للصحافيين قبل الالتحاق بمن كانوا في المقر.
الأمين العام سعد الدين العثماني كان أول الملتحقين بالمقر، بعدما كان قد غادره الليلة الماضية في حوالي الساعة الواحدة رفقة لحسن الداودي في سيارته.
بعد العثماني، توافد الآخرون تباعا، منهم من تأخر طويلا. لم يدلوا بأي تصاريح للصحافيين القلائل الذين كانوا في محيط المقر. منهم من ركن سيارته بعيدا وآخرون نزلوا فغادرت السيارات التي أقلتهم.
تقاسيم معبرة
محمد يتيم، نجيب بوليف، لحسن الداودي، سليمان العمراني، رفضوا الحديث عندما وصلوا إلى المقر. وكذلك فعل الوزيران نزهة الوافي وعبد القادر اعمارة، والمحامي عبد الصمد الإدريسي، فيما عبد الله بوانو اكتفى بالقول إن الاجتماع ستليه ندوة وبلاغ سينطقان بما قرره الحزب.
إدريس الأزمى، الذي كان من بين الذين منحوا مقعدا للحزب، في فاس، كان آخر الملتحقين بالمقر.
ولج الجميع بوابة المقر الرئيسي بحي الليمون، وأغلق الحارس المكلف الباب وراءه، مباشرة شرع واحد من حراس العثماني الخاصين بتدوين منابر وأسماء الصحافيين الذين كانوا متواجدين في محيط المقر، مقدما نفسه بأنه شرطي.
اجتماع استثنائي
طال الاجتماع متجاوزا منتصف اليوم، وبدأ الإعلاميون يتوافدون، مغاربة ومن بعض المنابر العربية.
الخبر الأول الذي علم به الجميع هي تأكيد لحسن الداودي، حين كان يهم بخروج المقر قبل العودة إليه سريعا، بسيارته، أنه قدم استقالته من الأمانة العامة للحزب، أما الوزير عبد القادر اعمارة فغادر ولم يعد.
أما المعلومة الثانية عن الاجتماع، فقد استنتجها الجميع، هي أنه متوقف من أجل وجبة الغداء، لأنه نودي إلى حراس العثماني للخروج من سيارتهم للانضمام، قبل إغلاق الباب من جديد.
إلى غاية الرابعة مساء، لم يكن أحد يعرف مصير الاجتماع، وحتى أعضاء الحزب الذين يتواصلون مع الصحافة من داخل المقر لا يعرفون.
"الهروب من المقر"
مر وقت وبدأ بعض أعضاء الأمانة يخرجون خلسة، سمية بنخلدون خرجت أولا وركبت سيارة وانطلق بها السائق غير آبهة لأسئلة الصحافيين الذين أحاطوا بها. بعدها تبين أن بسيمة الحقاوي غادرت من الجانب الآخر للمقر، وكذلك فعلت نزهة الوافي، في غفلة من الجميع.
أخيرا تم إخبار الصحافيين أنه يتعين عليهم "الانضباط" لكي لا تتكرر بعض الفوضى التي حدثت في الندوة الصحافية الأولى للعثماني. بعد دقائق من الوقوف أمام الباب التحق الجميع بقاعة الندوة المنتظرة، حيث كان سليمان العمراني نائب الأمين العام وعدد من أعضاء الأمانة العامة متراصين مستعدين فوق منصة لكشف مخرجات اجتماعهم الطويل الذي تمخض عنه قرار بتقديم استقالتهم جميعا، وفي مقدمتهم العثماني، الذي كان قد غادر المقر حينها.
مقالات ذات صلة
سياسة
سياسة
سياسة