مجتمع
هل ساهمت كورونا في شعور الشباب بالشيخوحة؟
28/04/2021 - 00:15
نضال الراضيعدم حضور الحفلات والمناسبات ومشاهدة المباريات من قلب المدرجات، وغياب المهرجانات الموسيقية وممارسة الرياضة في القاعات وغيرها من الأنشطة تجعل الفئة بين 20 و40 سنة تشعر بـ"شيخوخة"، بسبب نمط حياة جديد وغير اعتيادي.
نمط عيش قريب من المسنين
تقول الدكتورة جميلة الزاكي، اختصاصية في الأمراض النفسية-العقلية ومعاجة نفسانية، أنه في ظل عدم وجود رؤية مستقبلية حول الوضعية الوبائية، بعد مرور أكثر من سنة على تفشي فيروس "كوفيد-19"، ودوام الحال دون معرفة موعد محدد لعودة الحياة على ما كانت عليه قبل "كورونا"، تزداد الضغوطات على الشباب في ظل عدم قدرة معظمهم على التكيف مع الظروف الراهنة.
وبما أن التباعد الاجتماعي يعد من أبرز التدابير الاحترازية لمواجهة تفشي فيروس "كوفيد-19"، تؤكد الزاكي أن ذلك في الأصل يتنافى مع الطبيعة البشرية عامة، ومع نمط حياة الشباب خاصة، مشيرة إلى أن مشكلة الشباب في الفترة الراهنة تكمن في الحرمان من الشيء، كممارسة أنشطتهم اليومية المعتادة والهوايات، نتيجة إغلاق المرافق وقاعات الرياضة، بالإضافة إلى الحرمان من السفر مع الأصدقاء.
وتضيف اختصاصية الأمراض النفسية إن البعض اضطر بسبب هذه الظروف للعمل أو الدراسة عن بعد، وتؤكد أن محيط العمل واللقاء مع الزملاء يشكل للبعض، فرصة للشعور بأهميتهم الذاتية.
وتعتبر الدكتورة جميلة الزاكي أن مكوث فئة الشباب في المنازل وأمام حرمانهم من ممارسة أنشطتهم اليومية المعتادة، كما في السابق، أصبح معظمهم يعتمد نمط عيش نسبيا قريبا من الفئة العمرية المتقدمة في السن، مؤكدة أن العلاقة مع الساعة والروتين اليومي قد تغيرت، حيث أصبحوا يقضون معظم أوقاتهم أمام التلفاز أو الهاتف.
من جهة أخرى، تؤكد الدكتورة جميلة الزاكي أن الحجر الصحي في ظل تفشي وباء "كورونا"، ليس بالضرورة أن يكون تجربة مرضية، إلا أن فقدان الحرية والشعور بالملل وانعدام التواصل يعد من بين العوامل التي قد تساهم في ظهور بعض الأمراض النفسية، كالاكتئاب واضرابات النوم واضطراب القلق، بالإضافة إلى سرعة الانفعال وظهور مشاكل التركيز، مشددة أن ذلك يختلف من شخص لآخر، بحسب قدرة الشباب على التأقلم مع الأوضاع الاستثنائية، اعتمادا على مجموعة من العوامل البيولوجية والنفسية والاجتماعية.
ما البديل؟
بما أن الحكومة المغربية قررت حظر التنقل الليلي خلال شهر رمضان كإجراء احترازي لمواجهة فيروس "كوفيد-19"، فلن يستطيع الشباب للسنة الثانية على التوالي الخروج ليلا بعد الإفطار، وممارسة طقوسهم الخاصة بشهر رمضان، كلقاء الأصدقاء بالمقاهي وأداء صلاة التراويح جماعة بالمساجد، بالإضافة إلى ممارسة الرياضة وكرة القدم على شكل مجموعات وغيرها من الأنشطة المعتادة.
في هذا السياق، تنبه الدكتورة جميلة الزاكي فئة الشباب إلى تفادي تمضية معظم أوقاتهم في استخدام مواقع التواصل الاجتماعي، وتدعو، في المقابل، هذه الفئة لاستغلال هذه الفترة في تعلم أشياء جديدة، التي لها بمجال عملهم أو دراستهم، بالإضافة إلى ممارسة بعض التمارين الرياضية في المنزل بواسطة التطبيقات والمواقع المخصصة لذلك.
كما تقترح اختصاصية الأمراض النفسية على الشباب ممارسة عادات يومية إيجابية في المنزل كالتعبد والكتابة والتواصل مع باقي أفراد الأسرة، مشيرة أن الجلوس في المنزل لا يعني العزلة عن الآخرين، خصوصا أهل البيت، بالإضافة إلى الحرص على التواصل مع الأقارب والأصدقاء عن طريق وسائل الاتصال الحديثة.
مقالات ذات صلة
مجتمع
عالم
نمط الحياة