سياسة
العثماني: ارتفاع الطلب والمضاربة سببا تأخر وصول لقاح "كورونا"
19/01/2021 - 20:30
SNRTnewsقال رئيس الحكومة سعد الدين العثماني إن معدل ملء أسرة الإنعاش انخفض من 36,4 في المائة خلال الفاتح من نونبر الماضي إلى 29,4 في المائة يوم أمس، مما يؤشر على تحسن الوضعية الوبائية في المغرب وتخفيف الضغط نسبياً على منظومة البلاد الصحية.
وأكد العثماني، خلال عرضه بمجلس المستشارين، اليوم الثلاثاء 19 يناير، ضمن الجلسة الشهرية المتعلقة بالسياسة العامة، أن نسبة فتك "كورونا" بالمغاربة لم تتعدَّ 1,7 في المائة، وهي من النسب الأقل عالمياً.
وخلال استعراضه لأبرز المؤشرات الوبائية الإيجابية في المغرب، أوضح العثماني أن أغلب الوفيات بـ"كورونا" همت أشخاصا مسنين أو يعانون من أمراض مزمنة أو بسبب التأخر في الولوج إلى العلاج.
وبشر العثماني بأن الحكومة أعدت تصوراً متكاملاً للبرنامج الوطني للتلقيح ضد وباء "كورونا"، مشدداً على أن التأخر الحاصل في انطلاق عملية التلقيح مرده إلى ضرورة التأكد أولا من فعالية اللقاح وخلوه من أي آثار جانبية.
وفي السياق ذاته، فسر العثماني تأخر استلام المغرب للقاح بكون القدرة الإنتاجية للقاح في العالم محدودة مقابل حجم الطلب الكبير، و"رغم تطوير اللقاحات في وقت قياسي، فالشركات المصنعة تسارع الزمن لتلبية الطلب العالمي الذي يصل إلى 10 مليارات جرعة، ومن الطبيعي أن تقوم الدول المطورة للقاحات باقتناء أولى الجرعات لنفسها، كما أن البعض لجأ إلى المضاربة من أجل شراء اللقاحات بأثمنة تتجاوز مضاعفة بخمس مرات أو أكثر".
وقال إن الحكومة اختارت لقاحي "سينوفارم" و"أسترازينيكا" استناداً إلى معيارين اثنين، أولهما معيار السلامة والتجربة، وثانيهما سهولة الحفظ والتخزين والنقل، مشدداً على أن هذين اللقاحين لا يحتاجان سوى إلى درجة حرارة تتراوح بين 2 و7 درجات مئوية لتخزينهما، بينما بعض اللقاحات الأخرى تحتاج إلى ناقص 70 درجة لتخزينها وتوزيعها، وهو ما يتطلب إمكانيات لوجستيكية ضخمة يصعب توفيرها في الوقت الحالي، لا سيما على مجموع التراب الوطني.
وأكد العثماني أن الحكومة رصدت إمكانيات مالية كافية لضمان مجانية هذه العملية وإنجاحها باحترام المعايير المهنية اللازمة.
وأوضح رئيس الحكومة أنه جرى الإعداد لحملة التلقيح استناداً إلى الخبرة الكبيرة التي راكمتها البلاد في مجال التلقيح، إذ "لا أدل على ذلك من نجاح حملات تطعيم الأطفال، وكذا نجاح حملة التطعيم ضد الحصبة والحميراء في عام 2011، والتي تم خلالها تلقيح 11 مليون شخص في ظرف شهرين فقط".
وكشف عن أن عملية التلقيح تستهدف 25 مليون شخص، لتحقيق معدل تغطية لا يقل عن 80 في المائة، علما أن المعايير العلمية في مجال التلقيح تحدد المناعة الجماعية في تلقيح 60 % فقط من الساكنة المستهدفة.
وأكد رئيس الحكومة أنه تم تهييء فضاءات لاستقبال وتخزين ونقل اللقاح، كما تم تجنيد جميع مؤسسات الرعاية الصحية بإحداث أزيد من 3000 محطة للتلقيح. وستتم تعبئة إجمالي 25631 عضواً من الطواقم الطبية للعملية، بما في ذلك أكثر من 11000 في المناطق الحضرية، مع إمكانية الاستعانة بأطباء من القطاع الخاص وبطلبة الطب والمؤسسات المهنية لتكوين الممرضين والهلال الأحمر والمنظمات الكشفية.
وذكر المتحدث أنه سيتم العمل على توظيف تكنولوجيا المعلوميات لتيسير برنامج التلقيح، عبر إحداث بوابة رقمية للحملة الوطنية للتلقيح، من أجل التواصل والتسجيل وتحميل شهادة التلقيح، وكذا إحداث رقم مجاني لبعث رسائل قصيرة، الغرض منه التسجيل للاستفادة من التلقيح، وتلقي موعد ومكان الاستفادة.
وسيتم وفقاً لرئيس الحكومة إنجاز عملية التلقيح على مدى 12 أسبوعاً، بمعدل 6 أيام عمل في الأسبوع، وبواقع 150 إلى 200 لقاح يومي لكل فريق من الأطقم الصحية، مع وضع خطة تواصلية ونظام لتتبع الملقحين.
مقالات ذات صلة
مجتمع
مجتمع
مجتمع